وأجاب الجمهور عن هذه المشيئة بأنه تعليم للعباد كيف يتكلمون إذا أخْبَرُوا
عن المستقبل، وبأن أصل ذلك الشرطُ، ثم صار يُذكر للتبرك.
أو بأن المعنى لتدخلن المسجد جميعاً إن شاء الله ولا يموت منكم أحد قبل الدخول.
وعن سائر الآيات بأنه شرط جيء به للتهييج والإلهاب، كما تقول لابنك:
إن كنت ابني فأطِعْني.
السادس: أن تكون بمعنى قد، ذكره قُطرب، وخرج عليه: (فَذَكر إن
نَفَعَتِ الذِّكرى) ، أي قد نفعت.
ولا يصح معنى الشرط فيه، لأنه مأمور بالتذكير على كل حال.
وقال غيره: هي للشرط، ومعناه ذَمّهم واستبعاد لنَفْع التذكير فيهم.
وقيل التقدير: وإن لم تنفع، على حد قوله: (سَرَابِيلَ تَقِيكُمُ الْحَرَّ) .
فائدةقال بعضهم: وقع في القرآن إنْ بصيغة الشرط، وهو غير مراد في ستة
مواضع: (وَلَا تُكْرِهُوا فَتَيَاتِكُمْ عَلَى الْبِغَاءِ إِنْ أَرَدْنَ تَحَصُّنًا) .
(واشكروا نعمةَ الله إن كنتم إيَّاه تعبُدُون) .
(وَإِنْ كُنْتُمْ عَلَى سَفَرٍ وَلَمْ تَجِدُوا كَاتِبًا فَرِهَانٌ مَقْبُوضَةٌ) .
(إن ارتَبْتُم فعدتُهن) .
(أن تَقصروا من الصلاة إن خِفْتُم)
(وَبُعُولَتُهُنَّ أَحَقُّ بِرَدِّهِنَّ فِي ذَلِكَ إِنْ أَرَادُوا إِصْلَاحًا) .
***
(أنْ) بالفتح والتخفيف - على أوجه:
الأول: أن تكون حرفا مصدريّا ناصباً للمضارع، وتقع في موضعين:
الابتداء، فتكون في محل رفع، نحو: (وَأَنْ تَصُومُوا خَيْرٌ لَكُمْ) 1.
(وأن تعفُوا أقْرَبُ للتقوَى) .