فإن قُلْتَ: إنما كانت تعرف سليمان لا الخالق، ولذا كانت تسجد للشمس؟
فالجواب إنما عظَّمت الكتاب لوجوهٍ، منها أنه لم يلْقِه لها بشر ولم يأمرها فيه
إلا بملاطفة، ولذا بدأ سليمان بذكْره على اسم الله غيرةً منه أنْ يقع منها في اسم الجلالة نقص أو خلل.
(كفْرَان لسَعْيِه وإنّا له كاتِئون) : أي - لا إبطال لثواب
عمله، لأنَّا نكتب عمله في صحيفته.
(كالِحون) : الكلوح: انطباق الشفَتَيْن عن الأسنان.
وكثيراً ما يجري ذلك للكلاب، وقد يجري للكلاب إذا شويت رؤوسها.
وفي الحديث: إن شفَةَ الكافر ترتفع بالنار حتى تبلغ وسط رأسه.
وفي ذلك عذاب وتشويه.
وفي الحديث: ضرس الكافر أو نَابُه في النار مثل أُحُد، وغلظ جلده
مسيرة ثلاث.
(كبْكبوا فيها) : أصله كُبُّوا فيها على رؤُوسهم في جهنم
مرةً بعد مرة، وكررت حروفُه دلالة على تكرير معناه.
والضمير للأصنام.
(كنَّا لَفِي ضَلاَل مُبين) : هذا قول المشركين المكبوبين.
(كذَّبَتْ قَوْمُ نوح الْمرْسلين) : أسند الفعل إلى القوم، وفيه علامة التأنيث لأن القوم في معنى الجماعة والأمة.
فإن قلت: كيف قال المرسلين بالجمع، وإنما كذبوا نوحاً؟
فالجواب من وجهين:
أحدها أنه أراد الجنس، كقولك: فلان يركب الخيْل، وإن لم يركب إلا فَرَساً واحدا.
والآخر أن مَنْ كذَّب نبيّاً واحداً فقد كذّب جميع الأنبياء، لأن قولهم واحد، ودعوتهم سواء، وكذلك الجواب في: كذبت عاد المرسلين، وغيره.
(كُبِتُوا كَمَا كُبِتَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ) : أي أهلكوا.
وقيل: لُعِنوا.
وقيل كُبِت الرجل إذا بقي خَزْيَان، ونزلت الآية في المنافقين واليهود.