واللام الموطّئة، وتسمى المؤذِنة، وهي الداخلة على أداة شرط للإيذان بأن
الجواب بعدها مبنيّ على قَسم مقدَّر، نحو: (لَئِنْ أُخْرِجُوا لَا يَخْرُجُونَ مَعَهُمْ وَلَئِنْ قُوتِلُوا لَا يَنْصُرُونَهُمْ وَلَئِنْ نَصَرُوهُمْ لَيُوَلُّنَّ الْأَدْبَارَ) .
وخرّج عليه قراءة قوله تعالى: (لَمَا آتيْتُكمْ مِنْ كتابٍ وحِكمة) .
(لا) : على أوجه: أحدها أن تكون نافية، وهي أنواع:
أحدها: أن تعمل عمل إنَّ، وذلك إذا أريد بها الجنس على سبيل
التنصيص، وتسمى حينئذ تبرئة، وإنما يظهر نصبها إذا كان اسمها مضافاً أو
شبهه، وإلا فيركّب معها، نحو، لا إله إلّا الله.
(لا ريب فيه) .
فإن تكرّرَتْ جاز التركيب والرفع، نحو: (فلا رَفَثَ ولا فُسوقَ ولا جدَال) .
(لا بيْعٌ فيه ولا خُلّة ولا شَفَاعة) .
(لا لغْو فيها ولا تاثيم) .
ثانيها: أن تعمل عمل ليس، نحو: (ولا أصغر من ذلك ولا أكبْرَ إلّا في
كتابٍ مُبِين) .
ثالثها ورابعها: أن تكون عاطفة أو جوابية.
ولم يقَعَا في القرآن.
خامسها: أن تكون على غير ذلك، فإن كان ما بعدها جملة اسمية صدرها
معرفةٌ أو نكرة ولم تعمل فيها، أو فعلاً ماضياً لفظا أو تقديرا وجب تكرارها، نحو: (لَا الشَّمْسُ يَنْبَغِي لَهَا أَنْ تُدْرِكَ الْقَمَرَ وَلَا اللَّيْلُ سَابِقُ النَّهَارِ) .
(لا فيها غَوْل ولا هُمْ عنها يُنزَفون) .
(فلا صَدَّقَ ولا صَلَّى) .
أو مضارعا لم يجب، نحو: (لا يُحِبّ الله الجَهْرَ بالسّوءَ مِنَ القَوْلِ إلَّا منْ
ظلم) .
(قُلْ لا أسالُكم عليه أجراً) .