وقيل الضمير في ليعذبهم للكفار، وفي: وهم يستغفرون للمؤمنين الذين كانوا
بين أظْهرِهم.
فعليك بكثرة الاستغفار تُمَحَى صحيفتك من الأوزار.
قال - صلى الله عليه وسلم -: طُوبى لمن وجد في صحيفته استغفاراً كثيراً.
وفي الأحاديث القدسية: يقول الله تعالى فيمن وجد في صحيفته استغفارا كثيرا: امْحوا لعَبْدِي ما بين طرفي الصحيفة.
(وَمَا لَهُمْ أَلَّا يُعَذِّبَهُمُ اللَّهُ) : المعنى أي شيء يمنعهم من
العذاب وهم يصدّون المؤمنين عن المسجد الحرام، والجملة في موضع الحال.
(مَا كَانُوا أَوْلِيَاءَهُ) : الضمير للمسجد الحرام، أو لله.
(ما كانَ صَلاَتُهم عِنْدَ البيت) : قد قدمنا في حرف التاء
معنى هذه الآية، والضمير عائد على قريش.
(مَضَتْ سنَّة الأوّلين) : تهديد بما جرى لهم يوم بدر، أو بما جرى للأمم السالفة.
(غَنِمْتم مِنْ شَيْءٍ) : لفظه عام، يراد به الخصوص، لأن
الأموال التي تؤخذ من الكفَّار منها ما يخْمَس، وهو ما أخذ على وجه الغَلَبة بعد القتال، ومنها ما لا يخْمس، بل يكون جميعه لمن أخذه، وهو ما أخذه مَنْ كان ببلاد الحرب من غير إيجاف، وما طرحه العدوّ خوف الغرق، ومنها ما يكون جميعه للإمام يأخذ منه حاجته ويصرف سائره في مصالح المسلمين، وهو الفيء الذي لم يوجف عليه بِخَيْلٍ ولا رِكاب.
(ما أنزلنا على عَبْدِنا يوم الفرْقَان يَوْمَ الْتَقَى الجَمْعَان) .
يعني بالعبد نبينا ومولانا محمداً - صلى الله عليه وسلم -، وَالذي أنْزِل عليه: القرآن والنصر.
والمراد بالفرقان التفرقة بين الحقّ والباطل.
والجَمْعَان يعني به المسلمين والكفار.
(مَنَامِكَ) : نومك، كقوله: (إِذْ يُرِيكَهُمُ اللَّهُ فِي مَنَامِكَ قَلِيلًا) .
والخطاب بها لنبينا ومولانا محمد - صلى الله عليه وسلم -، لأنه قد رأى