(مكروهاً) :
الإشارة إلى ما تقدم من المنهيات، من قتل النفس وغيره.
والمكروه هنا بمعنى الحرام، لا على اصطلاح الفقهاء في أن المكروه
دون الحرام.
وإعراب
(مكروها) نعت لسيئة، أو بدل منها، أو خبر ثان لكان.
(مَنْ فِيهنَ) .
الضمير يعود على السماوات والأرض، ومعناها أن جميع من في السماوات والأرض يسبِّح له، من صامت وناطق.
واختلف في كيفية هذا التسبيح، فقيل: بما تدل عليه صنعتها من قدرته
وحكمته.
وقيل: إنه تسبيح حقيقة.
وهذا أرجح لقوله: (ولكن لا تفقهون تَسْبِيحَهم) .
(مَسْحُوراً) :قيل معناه جُنَّ فسحر.
وقيل معناه ساحر.
وقيل هو من السَّحر بفتح السين، أي بشراً ذا سَحْر مثلكم، وهذا بعيد.
(مَحْذوراً) :
من الحذر، وهو الخوف.
(مَا مَنَعَنَا أَنْ نُرْسِلَ بِالْآيَاتِ إِلَّا أَنْ كَذَّبَ بِهَا الْأَوَّلُونَ) :الآيات هنا المراد بها ما يقترحها الكفار.
وسبب نزولها أن قريشا اقترحوا على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن يجعل لهم الصَّفَا ذهباً، فأخبره الله أنه لم يفعل ذلك لئلا يكذِّبوا بها فيهلكوا.
وعبّر بالمنع عن ترك ذلك، (وأنْ نرْسِل) في موضع نصب.
(وأنْ كذّب) في موضع رفع.
ثم ذكر ناقة ثمود تنبيهاً على ذلك، لأنهم اقترحوها، وكانت سبب هلاكهم.
ومعنى (مبْصرةً) واضحة الدلالة.
(ما نرْسِلُ بالآياتِ إلا تَخْوِيفاً) :
إن أراد بالآيات هنا المقترحة فالمعنى أنه يُرْسل بها تخويفاً من العذاب العاجل، وهو الإهلاك، وإن أراد المعجزات غير المقترحة فالمعنى أنه يرسل بها تخويفاً من عذاب الآخرة ليراها الكافر فيؤمن.
وقيل المراد بالآيات هنا الزلازل والرعد والكسوف، وغير ذلك من المخاوف.