(مَنْ يَعْبُدُ اللَّهَ عَلَى حَرْفٍ) .
نزلت - في قوم من الأعراب كان أحدهم إذا أسلم فاتفّق له ما يعجبه في ماله وولده قال: هذا دين حسن، وإذا اتفق له خلاف ذلك تشاءم به وارتد عن الإسلام، فالحرف هنا كناية عن القلق والاضطراب.
وأصله من الانحراف عن الشيء، أو من الحرف بمعنى الطرف.
أي أنه في طرف من الدين لا في وسطه.
(ما لا يَضرّه) :يعني الأصنام، و (يَدْعو) بمعنى يعبد في الموضعين.
فإن قلت: قد وصف الأصنام بأنها لا تضر ولا تنفع، ثم وصفها بأن ضرها
أقرب من نفعها، فنفى الضر ثم أثبته؟
والجواب أن الضرّ المنفي أوّلاً يراد به ما يكون من فعلها، وهي لا تفعل
شيئاً.
والضر الثاني يراد به ما كان يكون بسببها من العذاب وغيره.
فإن قلت: ما بال اللام دخلت على (مَنْ) في قوله: (لمن ضَرّه) ، وهي
في الظاهر مفعول، واللام لا تدخل على المفعول؟
وأجاب الناس عن ذلك بثلاثة أوجه:
أحدها أن اللام مقدمة على موضعها، كأن الأصل أن يقول: يدْعو لَمَنْ ضَرّه أقرب من نَفْعه، فموضعها الدخول على المبتدأ.
وثانيها أنَّ (يدعو) هنا كرر تأكيداً ليدعو الأول، وتم الكلام، ثم ابتدأ
قوله: لمن مبتدأ وخبره لبئس المولى.
وثالثها أنَّ معنى يدعو: يقول يوم القيامة إذا رأى مضرَّة الأصنام، فدخلت
اللام على مبتدأ في أول الكلام.
(مَا يَغِيظ) :
يعني إذا خنق نفسه فلينظر هل يذهب به ما يغيظه من الأمر، أو ليس يذهب،