وفي الخبر أنه احتاج إلى أربعة ألواح، فقال له جبريل: انحتها فنحتها وظهر
على الأول أبو بكر، وعلى الثاني عمر، وعلى الثالث عثمان، وعلى الرابع عليٌّ، فقال نوح: مَنْ هؤلاء، قال الله له: هم أصحاب حبيبي وصَفِييِّ وخيرتي من خلقي، ينصرونه ويبذلون مهجهم دون مهجته، فهم عندي بمنزلة الأنبياء (1) .
فلما ظهرت هذه الأسماء الكرام أنجى الله بها أصحاب نوح عليه السلام.
فالذي يحبهم ويصلي عليهم أولى بالنجاة من الآلام.
(مَصَانِع) :
جمع مصنع، وهو ما أتقن صنعه من المباني.
وقيل: مآخذ الماء.
(مَتَّعْنَاهمْ سنِين) :يراد به عمر الدنيا.
والمعنى أن مدةَ إمهالهم لا تغْني مع نزول العذاب بعدها وإن طالت مدةَ سنين، لأن كل ما هو آت قريب.
(مَا تَنَزَّلَتْ بِهِ الشَّيَاطِينُ (210) وَمَا يَنْبَغِي لَهُمْ) .الضمير للقرآن، وهذا ردّ على مَنْ قال إنه كهانة نزلت الشياطين به على
نبينا ومولانا محمد - صلى الله عليه وسلم -.
وأنى لهم بالوصول إلى ذلك!.
ولفظة (ما ينبغي) تارة تستعمل بمعنى لا يمكن، وبمعنى لا يليق.
وإذا منعوا من استراق السمع عند مبعثه - صلى الله عليه وسلم - فكيف يستطيعون الكهانة.
(ما ظُلِموا) :
في هذا إشارة إلى ما قاله حسّان بن ثابت
وغيره من الشعراء في هَجْو الكفار بعد هجوهم لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - وللمؤمنين، فأباح الله لهم الانتصار، حتى قال - صلى الله عليه وسلم - لحسان: كيف تهجو قريشاً وأنا منهم.
فقال: لأسلَّنَّكَ منهم سلَّ الشَّعْرةِ من العَجِين.
(مَنْ فِي النَّارِ وَمَنْ حَوْلَهَا وَسُبْحَانَ اللَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (8) .يعني في مكان النار ومَنْ حول مكانها، يريد الملائكة الحاضرين وموسى عليه السلام.
قال الزمخشري: الظاهر أنه عام في كل مَنْ كان في تلك الأرض وفي ذلك
الوادي وما حوله من أرض الشام.