وقيل: إن الملائكة تقول: هؤلاء بنو آدم الذين اخترتهم وفضّلتهم وجعلتهم
خلفاء، وأمرتنا بالسجود لأبيهم قد عصوك، وتركوا خِدْمتك وأمْرَك (1) .
فيقول اللَه لهمْ: دعوهم فإنما استزلَّهم الشيطان وأغواهم هو وأولاده، ولو ابتليتكم بما ابتليتهم به لوقعتم فيما وقعوا فيه.
وفي الحديث أنه - صلى الله عليه وسلم - رأى ربَّه فقال: يا محمد.
فيم يختصم الملأ الأعلى، قال: لا أدري.
قال: في الكفّارات، وهي إسباغ الوضوء على المكاره.
وفي رواية في المسرات، والمشي بالأقدام إلى الجماعات، وانتظار
الصلاة بعد الصلاة.
وقيل الضمير في يختصمون للكفار، أي يختصمون في الملأ الأعلى، فيقول
بعضهم: هم بنات الله، ويقول آخرون: هم آلهة تعْبد، وهذا بعيد.
(ما أنا من المتَكلِّفين) :
أي الذين يتصنعون ويتخيّلون بما ليسوا من أهله.
(ما نعْبدهم إلا ليقرِّبونا إلى الله زلْفَى) :
أي يقول الكفار: ما نعبد هؤلاء الاَلهة إلاَ ليقرِّبونا إلى الله ويشفعوا لنا عنده.
ويعني بذلك الكفار الذين عبدوا الملائكة، أو الذين عبدوا الأصنام، أو الذين عبدوا عيسى أو عزَيراً، فإن جميعهم قالوا هذه المقالة.
(مَنْ هوَ كاذبٌ كَفّار) :
هذا إشارة إلى كذبهم في قولهم: (ليقرِّبونا إلى اللهَ) .
(ما شِئْتم مِنْ دونه) :
هذا تهديد ومبالغة في الخذلان والتّخْلِية لهم على ما هم عليه.
(مَثَانِي) :جمع مثى، أي تثنَّى في القصص.
ويحتمل أن يكون مشتقاً من الثناء، لأنه يثني فيه على الله.
فإن قيل: مثاني جَمْع، فكيف يوصف به المفرد؟
فالجواب أن القرآن ينقسم إلى سور وآيات كثيرة، فهو جمع بهذا الاعتبار.