بيد الله يعطي ما يشاء ويمنع ما شاء، وفيه إشارة إلى ما طمع فيه الكفار من
شفاعة الأصنام فيهم.
وقيل: هو تمنِّي بعضهم أن يكون نبيئاً.
وقيل غير هذا.
والأحسن حمل اللفظ على إطلاقه.
(مَبْلَغهم مِنَ العِلْم) ، أي انتهاء علمهم، لأنهم علموا
منفعتهم في الدنيا ولم يعلموا ما ينفع الآخرة.
(ما فِيه مزْدَجَر) :
اسم مصدر بمعنى ازدجار، بمعنى أنه مظنة أن يزجر به، يعني قد جاء قريشاً من القصص والبراهين والمواعظ - لو عقلوها - ما يصدقونك به يا محمد.
(ما تغْنِي النّذر) :يحتمل أن تكون ما نافية أو استفهامية بمعنى الاستبعاد والإنكار.
(مَغْفولبٌ فانْتَصِر) :
أي قد غلبني الكفار فانتصر لي أو انتصر لنفسك.
وقالت التصوفة: معناه قد غلبتني نفسك حين دعوت على قومي فانتصر مني.
وهذا ضعيف، لأن قوم نوح مكروا به وأرادوا إهلاكه، ومكر الله بخروجهم
من وجه الأرض، فأخرج الله منها ماء حارًّا، وأنزل من السماء ماء باردا، وأظهر من بينهما طوفاناً مبيداً، فأهلك عدوَّه، وأنْجَى حبيبه، كذلك يقول الله تعالى: يا إسرافيل، انفخ في الصور، ويا أهل القبور والنشور ويا سماء انفطري، ويا كواكب انتثري.
ويا شمس انكدري، (ثم ننَجِّي الذين اتقوا ونَذَر الظالمين فيها جِثِيًّا) .
(ما أمْرُنا إلاَّ واحدةٌ) :
عبارة عن سرعة نفوذ أمر الله، ويراد بالواحدة الكلمة التي هي: كنْ.
(مَقْعَدِ صِدْق) : مكان رضا.