(مسْرِفين) : الضمير لقريش.
فإن قلت: كيف قال: (إنْ كنْتم) ، على الشرط بحرف إن
التي معناها الشكّ، ومعلوم أنهم كانوا مسرفين؟
والجواب أنَّ في ذلك إشارةً إلى توبيخهم على الإسراف وتجهيلهم في
ارتكابه، فكأنه شيء لا يقع من عاقل، فلذلك وضع حرف التوقع في موضع
الواقع.
(مقْرِنين) ، أي مطيعين وغالبين، من قولك: فلان قِرْنُ
فلان، إذا كان مِثْلَه في الشدة.
(مقْتَدُون) : مُتّبعون، والمعنى أنهم ليس لهم حجةٌ، وإنما
يقلّدون آباءهم.
فإن قلت: ما الفرقُ بين الآية الأولى في قوله: (مهْتَدون) ، وفي هذه: (مُقْتدون) ؟
فالجواب أنه لما تقدم في الآية الأولى قولُ كفّار العرب السامعين القرآن من
رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وادعاؤهم أن آباءهم كانوا مهتدين فنحن مهتدون، ولهذا قال: (قال أوَلَوْ جِئتُكم بأهْدَى مِمّا وَجَدْتُم عليه آباءَكم) الزخرف: 24، يعني أَتَتَّبعون آباءكم، ولو جئتكم بدين أهدى من دين آبائكم، قالوا: إنا ثابتون على
دين آبائنا لا ننفكّ عنه، وإن جئتنا بما هو أهدى.
وخصَّ الآية بعدها بالاقتداء لأنها حكاية عمن كان قبلهم من الكفار، ادّعوا
الاقتداء بالآباء دون الاهتداء، فاقتضت كلّ آية ما ختمت به.
(مُرْسَلِين) : من إرسال الرسل عليهم السلام.
وقيل: من إرسال الرحمة.
والأول أظهر.
(مًنْشَرِين) : معناه مُحْيين.