قعدنا، وإن كان يظهر الصدق من الكذب، وإن لم يأذن قعد العاصي والمنافق
ويسافر المطيع.
(عَنِيد) : ومعاند وعَنود بمعنى واحد، أي معارض للحق مخالف، يقال:
عِرقٌ عَنود، وطعنة عنود، إذا خرج الدم منها على جانب.
(على تقْوَى مِنَ الله) :
أي حسن النية في تأسيس بُنْيانه، وقصد وَجْه الله، وإظهار شرعه.
والمراد به مسجد المدينة، أو مسجد قبَاء.
(على اللهِ رِزْقُها) : قد قدمنا أنه وَعْد وضمان.
فإن قيل: كيف قال: (على الله) بلَفْظِ الوجوب، وإنما هو تفضُّل، لأن اللَه
لا يجب عليه شيء؟
والجواب أنه ذكره كذلك تأكيداً في الضمان، ولأنه لما وعد فيه صار واقعاً
لا محالة، لأنه لا يخلف الميعاد.
(عَرْشُه على الماء) :
دليل على أنَّ الماء والعرش كانا موجودين قَبْل خَلْق السماوات والأرض، فسبحان مَنْ لا يُشْبه صنعَه صنع المخلوقين، ولا تدرك حَقائق حكمته بصيرة المحققين، إبليس كانت قبلته العرش، فصار مخذولاً ومطروداً، وعمر بن الخطاب كانت قبلته الصنم فصار مودوداً ومحموداً، إذا أراد الله أن يدْخِل المنافق فيمن يوافق، وإذا لم يرد إدخال الموافق فيمن ينافق لا رادَّ لقضائه، ولا معَقَب لحكمه، سمكة أخذنها اليهود فصاروا قردة، وسمكة أخذت يونس فصارت رئيس السمكِ.
(عَلَى أمَم مِمَّنْ مَعَكَ) ، أي في السفينة.
واختار الزمخشري أن يكون المعنى من ذريّة ممن معك.
ويعني به المؤمنين إلى يوم القيامة.
فَمِنْ على هذا لابتداء الغاية، والتقدير على أمم ناشئة ممن معك.
وعلى الأول تكون (مِنْ) لبيان الجنس.
(عذَابٍ غَليظ) :
يحتمل أن يريد به عذابَ الآخرة، ولذلك