(عَبر) : يعبر: له معنيان: من عبارة الرؤيا، ومنه: (إن كنتم للرؤْيا تَغبرون) .
ومن الجواز على الموضع.
ومنه: (عابري سَبيل) .
(عَمِين) ، وعَمون، جمع علم، وهو صفة
على وزن فَعِل، بكسر العين، من العمى في البصر، أو في البصيرة.
(عَمَدٍ تَرَوْنَها) :
اختلف العلماء: هل للسماء أعمدة تروتها.
فالقائل بها قال: لها جبل قاف، وهذا القائل يجعل الضمير في ترونها عائد على العَمَد، فيكون المعنى أنها مرفوعة بغير عمد مرئي.
وهذا لا يصح.
والصواب مذهب الجمهور أنها مرفوعة بغير عَمد.
واستدل به ابنُ عبد السلام على أنَّ السماءَ بسيطة، إذ لو كانت كورية لما احتيج إلى قوله: (بغير عمد) ، لأن الكورية مرفوعة بعمد يعتمد بعضها على بعض) .
ابن عرفة: وهذا لا حجة فيه، لأنَّ الناس لا يعرفون ولا يقطعون بكونها كورية أو بسيطة، وإنما يصحّ هذا لو كانوا يقطعون بأحد الأمرين، فيقال لهم: (بغير عمَد) ليفهم كمالُ القدرة.
ورُوي أن ذا القَرْنَين لما وصل إلى جبل قاف صعد عليه حتى ربط خَيْله
بجانب السماء، وهذا يحتاج لنَقْل صحيح.
(عد) ، بغير ألف: من العدد، وأعد بالألف: يَسَّرَ الشيء وهيّأه.
(عَضُدا) : أعوانا.
(عَرَضْنا جهنَّم) ، أي أظهرناها حتى رآها الكفار.
(عَنَتِ الوجوه) ، أي ذلّت وخضعت، وكيف لا تخضع
وتذل، والأنبياء يومئذٍ يقولون: نَفْسي نَفْسي، لا أسألك غيرها!.
واعلم أنَّ الله ذكر الوجوه في القرآن على سبعة أوصاف، ورتّب وجوه الكفار في الآخرة على سبع: وَجه التسليم: (أسْلَمْتُ وَجْهي) .
ووَجْه العبرة: (على وَجْهِ أبي) .
ووجه الرضا والتفويض: (قد نَرَى تقلُّبَ وَجْهك) .
ووجه العبادة: (سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ) .