ثانيا: الوقف الكافي:
تعريفه: هو الوقف على كلام تام في ذاته يتعلق بما بعده من ناحية المعنى دون اللفظ.
حكمه: يحسن الوقف عليه والابتداء بما بعده كالوقف التام غير أن الوقف على التام يكون أكثر حسنا.
تسميته: سمي كافيا للاكتفاء به، واستغنائه عما بعده لعدم تعلقه به لفظا وهو أكثر الوقوف ورودا في القرآن الكريم (١).
علامته: وضع حرف (ج) يسار أعلى الكلمة الموقوف عليها وهى تعنى أن الوقف هنا جائز، أو (صلى) وهي تعني (الوصل أولى) فالوصل هنا هو المقدم وهو الأولى يليه الجائز.
أمثلة: ١ - قال تعالى: إِنَّ الْمُلُوكَ إِذا دَخَلُوا قَرْيَةً أَفْسَدُوها وَجَعَلُوا أَعِزَّةَ أَهْلِها أَذِلَّةً وَكَذلِكَ يَفْعَلُونَ النمل: ٣٤.
فالوقف على «أذلة» كاف. والكلام قبل الوقف مفيد تام في ذاته وليس له تعلق بما بعده من ناحية الإعراب وكذلك الكلام بعد الوقف تام في ذاته ولكنه يمضي في سياق الموضوع الذي بدأ قبل الوقف. فالكلام الذي انتهى عند موضع الوقف هو كلام «بلقيس» وقد تم عند الوقف. والكلام بعد الوقف هو كلام من الله تعالى، ولكن الترابط المعنوي بين كل من العبارتين يأتي من أن كلام الله تعالى وَكَذلِكَ يَفْعَلُونَ تصديق لقول بلقيس في الملوك وهذا الترابط في سياق الموضوع يجعل الوقف على «أذلة» وقفا «كافيا».
٢ - ومثال آخر قوله تعالى: وَالَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِما أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَما أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ البقرة: ٤ فهذا كلام مفهوم والوقف عليه كاف، وما بعده كلام مستقل مستغن عما قبله من ناحية الإعراب، ولكنه يتصل به من ناحية المعني لأن سياق الموضوع ما زال مستمرا.
(١) العميد في علم التجويد، الشيخ محمود على بسة، ص ١٨٥.