ثنا أَبُو الْقَاسِمِ بْنُ مَنِيعٍ ، قِرَاءَةً عَلَيْهِ , نَا هُدْبَةُ بْنُ خَالِدٍ , نَا سَلامُ بْنُ مِسْكِينٍ , عَنْ ثَابِتٍ , عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ رَبَاحٍ , عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ , أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " حِينَ سَارَ إِلَى مَكَّةَ لِيَفْتَحَهَا ، قَالَ لأَبِي هُرَيْرَةَ : اهْتِفْ بِالأَنْصَارِ , فَقَالَ : يَا مَعْشَرَ الأَنْصَارِ ، أَجِيبُوا رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ , فَجَاءُوا كَأَنَّمَا كَانُوا عَلَى مِيعَادٍ , ثُمَّ قَالَ : اسْلُكُوا هَذَا الطَّرِيقَ وَلا يَشْرُفَنَّ لَكُمْ أَحَدٌ إِلا أنَمْتُمُوهُ , يَقُولُ : قَتَلْتُمُوهُ , فَسَارَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَفَتَحَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ , فَطَافَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِالْبَيْتِ وَصَلَّى رَكْعَتَيْنِ , ثُمَّ خَرَجَ مِنَ الْبَابِ الَّذِي يَلِي الصَّفَا , فَصَعِدَ الصَّفَا فَخَطَبَ النَّاسَ , وَالأَنْصَارُ أَسْفَلَ مِنْهُ , فَقَالَتِ الأَنْصَارُ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ : أَمَّا الرَّجُلُ فَأَخَذَتْهُ الرَّأْفَةُ بِقَوْمِهِ وَالرَّغْبَةُ فِي قَرْيَتِهِ , وَأَنْزَلَ اللَّهُ تَعَالَى الْوَحْيَ بِمَا قَالَتِ الأَنْصَارُ , فَقَالَ : يَا مَعْشَرَ الأَنْصَارِ ، تَقُولُونَ : فَقَدْ أَدْرَكَتْهُ رَأْفَةٌ بِقَوْمِهِ وَرَغْبَةُ فِي قَرْيَتِهِ , قَالَ : فَمَنْ أَنَا إِذًا , كَلا وَاللَّهِ إِنِّي عَبْدُ اللَّهِ وَرَسُولُهُ حَقًّا , فَالْمَحْيَا مَحْيَاكُمْ وَالْمَمَاتُ مَمَاتُكُمْ , قَالُوا : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، مَا قُلْنَا ذَلِكَ إِلا مَخَافَةَ أَنْ تُفَارِقَنَا , قَالَ : أَنْتُمْ صَادِقُونَ عِنْدَ اللَّهِ وَعِنْدَ رَسُولِهِ , قَالَ : فَوَاللَّهِ مَا مِنْهُمْ إِلا مَنْ قَدْ بَلَّ نَحْرَهُ بِالدُّمُوعِ " .