أَخْبَرَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ يَعْقُوبَ بْنِ عَلِيٍّ الْكَاتِبُ الْوَزَّانُ يُعْرَفُ بِابْنِ قَفَرْجَلٍ ، بِقِرَاءَتِي عَلَيْهِ بِقَطْفَتَا ، قَالَ : حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ بْنِ الْعَبَّاسِ الْمُسْتَمْلِي الْوَرَّاقُ ، إِمْلَاءً ، قَالَ : حَدَّثَنِي أَبِي ، قَالَ : حَدَّثَنِي أَبُو الْعَبَّاسِ الْفَضْلُ بْنُ يَعْقُوبَ الرِّجَامِيُّ ، إِمْلَاءً سَنَةَ أَرْبَعٍ وَخَمْسِينَ وَمِائَتَيْنِ قَالَ : حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ الْمُحَبِّرِ ، قَالَ : حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ الْحَكَمِ ، عَنِ الْعَلَاءِ بْنِ كَثِيرٍ ، عَنْ مَكْحُولٍ , أَنَّ رَجُلًا سَأَلَ أَبَا الدَّرْدَاءِ عَنْ " صِيَامِ رَجَبٍ ، فَقَالَ : لَقَدْ سَأَلْتُ عَنْ شَهْرِ رَجَبٍ كَانَتِ الْجَاهِلَيَّةُ تُعَظِّمُهُ فِي جَاهِلِيَّتِهَا وَمَا زَادَهُ الْإِسْلَامُ , إِلَّا فَضْلًا وَتَعْظِيمًا ، فَمَنْ صَامَ يَوْمًا مِنْهُ , تَطَوُّعًا يَحْتَسِبُ بِهِ ثَوَابَ اللَّهِ عَزّ وَجَلَّ وَابْتَغَى وَجْهَ اللَّهِ مُخْلِصًا أَطْفَأَ صَوْمُهُ ذَلِكَ الْيَوْمَ غَضَبَ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ , وَأَغْلَقَ عَنْهُ بَابًا مِنْ أَبْوَابِ جَهَنَّمَ ، وَلَوْ أُعْطِيَ مِلْءُ الْأَرْضِ ذَهَبًا مَا كَانَ ذَلِكَ جَزَاءٌ لَهُ , وَلَا يُسْتَكْمَلُ أَجْرُهُ بِشَيْءٍ مِنَ الدُّنْيَا دُونَ يَوْمَ الْحِسَابِ , وَلَهُ إِذَا أَمْسَى عَشْرُ دَعَوَاتٍ مُسْتَجَابَاتٍ ، فَإِذَا دَعَا بِشَيْءٍ فِي عَاجِلِ الدُّنْيَا أُعْطِيهِ , وَإِلَّا ادُّخِرَ لَهُ مِنَ الْخَيْرِ كَأَفْضَلِ مَا دَعَا بِهِ دَاعٍ مِنْ أَوْلِيَاءِ اللَّهِ وَأَحْبَابِهِ وَأَصْفِيَائِهِ ، وَمَنْ صَامَ يَوْمَيْنِ , كَانَ لَهُ مِثْلُ ذَلِكَ , وَلَهُ مَعَ ذَلِكَ أَجْرُ عَشَرَةٍ مِنَ الصِّدِّيقِينَ فِي عُمْرِهِمْ ، بَالِغَةً أَعْمَالَهُمْ مَا بَلَغَتْ وَيُشَفَّعُ فِي مِثْلِ مَا يُشَفَّعُونَ فِيهِ ، وَيَكُونُ فِي زُمْرَتِهِمْ حَتَّى , يَدْخُلَ الْجَنَّةَ مَعَهُمْ , وَيَكُونُ مِنْ رُفَقَائِهِمْ . وَمَنْ صَامَ ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ , كَانَ لَهُ مِثْلُ ذَلِكَ ، وَقَالَ اللَّهُ تَعَالَى عِنْدَ إِفْطَارِهِ : لَقَدْ وَجَبَ حَقُّ عَبْدِي هَذَا ، وَوَجَبَتْ لَهُ مَحَبَّتِي , وَوِلَايَتِي ، أُشْهِدُكُمْ يَا مَلَائِكَتِي أَنِّي قَدْ غَفَرْتُ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ , وَمَا تَأَخَّرَ . وَمَنْ صَامَ أَرْبَعَةَ أَيَّامٍ , كَانَ لَهُ مِثْلُ ذَلِكَ , وَمِثْلُ ثَوَابِ أُولِي الْأَلْبَابِ مِنَ التَّوَّابِينَ ، وَيُعْطَى كِتَابُهُ فِي أَوَائِلِ الْفَائِزِينَ ، وَمَنْ صَامَ خَمْسَةَ أَيَّامٍ , كَانَ لَهُ مِثْلُ ذَلِكَ , وَيُبْعَثُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ , وَوَجْهُهُ كَالْقَمَرِ لَيْلَةَ الْبَدْرِ ، وَيُكْتَبُ لَهُ عَدَدُ رَمْلٍ عَالِجٍ حَسَنَاتٌ , وَيُدْخَلُ الْجَنَّةَ ، وَيُقَالُ لَهُ تَمَنَّ عَلَى اللَّهِ مَا شِئْتَ . وَمَنْ صَامَ سِتَّةَ أَيَّامٍ , كَانَ لَهُ مِثْلُ ذَلِكَ , وَيُعْطَى سِوَى ذَلِكَ نُورًا يَسْتَضِيءُ بِهِ أَهْلُ الْجَمْعِ فِي الْقِيَامَةِ ، وَيُبْعَثُ فِي الْآمِنِينَ , حَتَّى يَمُرَّ عَلَى الصِّرَاطِ بِغَيْرِ حِسَابٍ ، وَيُعَافَى مِنْ عُقُوقِ الْوَالِدَيْنِ , وَقَطِيعَةِ الرَّحِمِ ، وَيُقْبِلُ اللَّهُ عَلَيْهِ بِوَجْهِهِ , إِذَا لَقِيَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ . وَمَنْ صَامَ سَبْعَةَ أَيَّامٍ , كَانَ لَهُ مِثْلُ ذَلِكَ ، وَيُغْلَقُ عَنْهُ سَبْعَةُ أَبْوَابِ النَّارِ ، وَيُحَرِّمُهُ اللَّهُ عَلَى النَّارِ ، وَأُوجِبَ لَهُ الْجَنَّةُ يَتَبَوَّأُ مِنْهَا حَيْثُ يَشَاءُ . وَمَنْ صَامَ ثَمَانِيَةَ أَيَّامٍ , كَانَ لَهُ مِثْلُ ذَلِكَ ، وَفُتِحَتْ لَهُ ثَمَانِيَةُ أَبْوَابِ الْجَنَّةِ يَدْخُلُ مِنْ أَيِّهَا شَاءَ . وَمَنْ صَامَ تِسْعَةَ أَيَّامٍ , كَانَ لَهُ مِثْلُ ذَلِكَ ، وَرُفِعَ كِتَابُهُ فِي عِلِّيِّينَ ، وَيُبْعَثُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فِي الْآمِنِينَ ، وَيَخْرُجُ مِنْ قَبْرِهِ وَوَجْهُهُ يَتَلَأْلَأُ يُشْرِقُ لِأَهْلِ الْجَمْعِ حَتَّى يَقُولُوا هَذَا مُصْطَفَى ، وَإِنَّ أَدْنَى مَا يُعْطَى لَأَنْ يَدْخُلَ الْجَنَّةَ بِغَيْرِ حِسَابٍ . وَمَنْ صَامَ عَشَرَةَ أَيَّامٍ , فَبَخٍ بَخٍ بَخٍ لَهُ مِثْلُ ذَلِكَ , وَعَشَرَةُ أَضْعَافِهِ ، وَهُوَ مِمَّنْ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِ حَسَنَاتٍ ، وَيَكُونُ مِنَ الْمُقَرَّبِينَ الْقَوَّامِينَ لِلَّهِ بِالْقِسْطِ ، وَكَمَنْ عَبَدَ اللَّهَ أَلْفَ عَامٍ صَائِمًا قَائِمًا صَابِرًا مُحْتَسِبًا . وَمَنْ صَامَ عِشْرِينَ يَوْمًا , كَانَ لَهُ مِثْلُ ذَلِكَ , وَعِشْرُونَ ضِعْفًا ، وَمِمَّنْ هُوَ يُزَاحِمُ إِبْرَاهِيمَ خَلِيلَ اللَّهِ فِي قُبَّتِهِ ، وَيُشَفَّعُ فِي مِثْلِ رَبِيعَةَ وَمُضَرَ كُلِّهِمْ مِنْ أَهْلِ الْخَطَايَا وَالذُّنُوبِ . وَمَنْ صَامَ ثَلَاثِينَ يَوْمًا , كَانَ لَهُ مِثْلُ جَمِيعِ ذَلِكَ وَثَلَاثُونَ ضِعْفًا ، وَنَادَى مُنَادٍ مِنَ السَّمَاءِ : أَبْشِرِ يَا وَلِيَّ اللَّهِ بِالْكَرَامَةِ الْعُظْمَى ، وَمَا الْكَرَامَةُ الْعُظْمَى ؟ النَّظَرُ إِلَى وَجْهِ اللَّهِ الْجَلِيلِ ، وَمُرَافَقَةِ النَّبِيِّينَ ، وَالصِّدِّيقِينَ ، وَالشُّهَدَاءَ ، وَالصَّالِحِينَ ، وَحَسُنَ أُولَئِكَ رَفِيقًا ، طُوبَى لَكَ طُوبَى لَكَ ، ثَلَاثَ مَرَّاتٍ ، غَدًا إِذَا كُشِفَ الْغِطَاءُ , فَأَقْضَيْتَ إِلَى جَسِيمِ ثَوَابِ رَبِّكَ الْكَرِيمِ ، فَإِذَا نَزَلَ بِهِ الْمَوْتُ , سَقَاهُ رَبُّهُ تَعَالَى عِنْدَ خُرُوجِ نَفْسِهِ شَرْبَةً مِنْ حِيَاضِ الْفِرْدَوْسِ ، وَيُهَوِّنُ عَلَيْهِ سَكْرَةَ الْمَوْتِ , حَتَّى مَا يَجِدُ لِلْمَوْتِ أَلَمًا ، وَيَظَلُّ فِي قَبْرِهِ رَيَّانَ ، وَيَخْرُجُ مِنْ قَبْرِهِ رَيَّانَ ، وَيَظَلُّ فِي الْمَوْقِفِ رَيَّانَ , حَتَّى يَرِدَ حَوْضَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ ، وَإِذَا خَرَجَ مِنْ قَبْرِهِ شَيَّعَهُ سَبْعُونَ أَلْفِ مَلَكٍ ، مَعَهُمُ النَّجَائِبُ مِنَ الدُّرِّ وَالْيَاقُوتِ ، وَمَعَهُمْ طَرَائِفُ الْحُلِيِّ وَالْحُلَلِ ، فَيَقُولُونَ لَهُ : يَا وَلِيَّ اللَّهِ الْتَجِئْ إِلَى رَبِّكَ الَّذِي أَطْيَبَ لَهُ نَهَارُكَ وَانْحَلَّتْ لَهُ جِسْمُكَ ، فَهُوَ مِنْ أَوَّلِ النَّاسِ دُخُولًا جَنَّاتِ عَدْنٍ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مَعَ الْفَائِزِينَ الَّذِينَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ . قَالَ : فَإِنْ كَانَ لَهُ فِي كُلِّ يَوْمٍ يَصُومُهُ صَدَقَةٌ عَلَى قَدْرِ قُوَّتِهِ يَتَصَدَّقُ بِهَا , فَهَيْهَاتَ هَيْهَاتَ هَيْهَاتَ ثَلَاثًا ، لَوِ اجْتَمَعَ جَمِيعُ الْخَلَائِقِ عَلَى أَنْ يَقْدُرُوا مَا أُعْطِيَ ذَلِكَ الْعَبْدُ مِنَ الثَّوَابِ , مَا بَلَغُوا مِعْشَارَ الْعُشْرِ مِمَّا أُعْطِيَ ذَلِكَ الْعَبْدُ مِنَ الثَّوَابِ " .