وقال الذهبي في " الميزان " (6/ 138 / 7506)، " محمد بن داود القنطري، عن جبرون الإفريقي بحديثين باطلين ".
قلت: وقد ذكر الحديثين المشار إليهما في " الميزان " (2/ 111 / 1437).
وقال العسقلاني في " لسان الميزان " (5/ 161 / 544) معلقا على الحديثين: " وأحسب الآفة في الحديث من (خيرون) - كذا في الأصل، خاء بعدها ياء مثناة - والصحيح (جبرون) – بالجيم في أوله، بعدها باء موحدة - وقد ساق المؤلف الحديثين في ترجمته، وصرح بأنهما موضوعان، وأشار إلى أنه المشتهر بهما، ولم أر في أصلي من ابن عدي، ما حكاه عنه الذهبي أنه تفرد بهما محمد بن داود، ثم راجعت نسخة أخرى فلم أر ذلك فيه "، انتهى كلام الحافظ ابن حجر.
قلت: وساق ابن عدي الحديثين المذكورين في ترجمة (جبرون) هذا في " الكامل " (2/ 180 / 368)، وقال عقبيها: محمد بن داود، وجبرون بن واقد هذا لا أعرف له غير هذين الحديثين، وجميعا منكران، ولا أعلم يرويهما عنه غير محمد بن داود، انتهى كلام ابن عدي. قلت: وروى الدارقطني في " سننه " (4/ 145 / 9) بسنده عن جابر مرفوعا أحد الحديثين وهو: " كلامي لا ينسخ كلام الله، وكلام الله ينسخ كلامي، وكلام الله ينسخ بعضه بعضا.
وأما الحديث الآخر، فقد رواه الخطيب البغدادي في " تاريخ بغداد " (5/ 252 / 2744) بسنده عن أبي هريرة مرفوعا: " أبو بكر وعمر، خير الأولين، وخير الآخرين، وخير أهل السماوات وخير أهل الأرضين، إلا النبيين والمرسلين ".
ولم أر أحدا أخرجه، أو تكلم عنه! حتى كلام ابن الجوزي في " العلل المتناهية " (1/ 198 / 310) قد سقط من نسختي، فبعد أن ساق الحديث السابق، ونقل كلام ابن عدي وقوله: " هذا حديث منكر، وأما (جبرون) فما. . " وسقط باقي كلامه.
وقد أغفله الشيخان أحمد ومحمود شاكر في تحقيقهما " لتفسير الطبري ".