أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الأَزْدِيُّ ، قَالَ : حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيَمَ ، قَالَ : أَخْبَرَنَا جَرِيرٌ ، عَنْ مُطَرِّفٍ ، عَنِ الشَّعْبِيِّ ، عَنِ النُّعْمَانِ بْنِ بَشِيرٍ ، قَالَ : سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى الِلَّهِ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، يَقُولُ : " مَثَلُ الْمُدَاهِنِ فِي حُدُودِ اللَّهِ ، وَالآمِرِ بِهَا ، وَالنَّاهِيَ عَنْهَا ، كَمَثَلِ قَوْمٍ ، اسْتَهُمْوا ، سَفِينَةً مِنْ سُفُنِ الْبَحْرِ ، فَصَارَ بَعْضُهُمْ فِي مُؤَخَّرِ السَّفِينَةِ ، وَأَبَعْدَهُمْ مِنَ الْمِرْفَقِ ، وَبَعْضُهُمْ فِي أَعْلَى السَّفِينَةِ ، فَكَانُوا أَرَادَوا الْمَاءَ وَهُمْ فِي آخِرِ السَّفِينَةِ ، آذَوْا رِحَالَهُمْ ، فَقَالَ بَعْضُهُمْ : نَحْنُ أَقْرَبُ مِنَ الْمِرْفَقِ وَأَبَعْدَ مِنَ الْمَاءِ ، نَخْرِقَ دَفَّةَ السَّفِينَةِ وَنَسْتَقِي ، فَاسْتَغْنَيْنَا عَنْهُ سَدَّدَنَاهُ ، فَقَالَ السُّفَهَاءُ مِنْهُمْ : افْعَلُوا ، قَالَ : فَأَخَذَ الْفَأْسَ فَضَرَبَ عَرَضَ السَّفِينَةِ ، فَقَالَ رَجُلٌ مِنْهُمْ رُشَيْدٌ : مَا تَصْنَعُ ؟ قَالَ : نَحْنُ أَقْرَبُ مِنَ الْمِرْفَقِ وَأَبَعْدَ مِنَ الْمَاءِ ، نَكْسِرُ دَفَ السَّفِينَةِ ، فَنَسْتَقِي ، فَاسْتَغْنَيْنَا عَنْهُ سَدَّدَنَاهُ ، فَقَالَ : لا تَفْعَلْ ، فَإِنَّكَ تَهْلِكُ وَنَهْلِكُ " .