أَخْبَرَنَا زَكَرِيَّا بْنُ يَحِيَى بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ السَّاجِيُّ ، بِالْبَصْرَةِ ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الُوَاحِدِ بْنُ غِيَاثٍ ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ بَهْدَلَةَ ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، قَالَ : " خَيْرُ الصَّدَقَةِ مَا كَانَ عَنْ ظَهْرِ غِنًى ، وَالِيَدُ الْعُلِيَا خَيْرٌ مِنَ الِيَدِ السُّفْلَى ، وَلِيَبْدَأْ أَحَدُكُمْ بِمَنْ يَعُولُ ، تَقُولُ امْرَأَتُهُ : أَنْفِقْ عَلَيَّ ، وَتَقُولُ أُمُّ وَلَدِهِ : إِلَى مَنْ تَكِلُنِي ؟ وَيَقُولُ لَهُ عَبْدُهُ : أَطْعِمْنِي وَاسْتَعْمِلْنِي " ، قَالَ أَبُو حَاتِمٍ : قَوْلُهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " الِيَدُ الْعُلِيَا خَيْرٌ مِنَ الِيَدِ السُّفْلَى " عِنْدِي أَنَّ الِيَدَ الْمُتَصَدِّقَةَ أَفْضَلُ مِنَ الِيَدِ السَّائِلَةِ ، لا الآخِذَةِ دُونَ السُّؤَالِ ، إِذْ مُحَالٌ أَنْ تَكُونَ الِيَدُ الَّتِي أُبِيحَ لَهَا اسْتِعْمَالُ فِعْلٍ بِاسْتِعْمَالِهِ أَحْسَنَ مِنْ آخَرَ فُرِضَ عَلَيْهِ إِتِيَانُ شَيْءٍ ، فَأَتَى بِهِ ، أَوْ تَقَرَّبَ إِلَى بَارِئِهِ مُتَنَفِّلا فِيهِ ، وَرُبَّمَا كَانَ الْمُعْطِي فِي إِتِيَانِهِ ذَلِكَ أَقَلَّ تَحْصِيلا فِي الأَسْبَابِ مِنَ الَّذِي أَتَى بِمَا أُبِيحَ لَهُ ، وَرُبَّمَا كَانَ هَذَا الآخِذُ بِمَا أُبِيحَ لَهُ أَفْضَلَ وَأَوْرَعَ مِنَ الَّذِي يُعْطِي ، فَلَمَّا اسْتَحَالَ هَذَا عَلَى الإِطْلاقِ دُونَ التَّحْصِيلِ بِالتَّفْضِيلِ ، صَحَّ أَنَّ مَعْنَاهُ أَنَّ الْمُتَصَدِّقَ أَفْضَلُ مِنَ الَّذِي يَسْأَلُهَا .