لا يخرج المفعول المطلق عن أن يكون لشيء من هذه المعاني الثلاثة.
٢٨٩ - وقد ينوب عنه ما عليه دل ... كجد كل الجد وافرح الجذل
يقام مقام المفعول المطلق ما دل على معناه: من صفته، أو ضميره، أو مشار به إليه، أو مرادف له، أو ملاقٍ له في الاشتقاق، أو دال على نوع منه، أو عدد، أو كل، أو بعض، أو آلة.
فالأول نحو: سرت أحسن السير، وضربته ضرب الأمير اللص، وأدبته أي تأديب، واشتمل الصماء. التقدير: سرت سيرًا أحسن السير، وضربته ضربًا مثل ضرب الأمير اللص، وأدبته تأديبًا أي تأديب، واشتمل الشملة الصماء.
والثاني نحو: عبد الله أظنه جالسًا، أي: أظن ظني، ومنه قوله تعالى: (لا أعذبه أحدًا من العالمين) المائدة /١١٥.
والثالث نحو: ضربته ذلك الضرب.
والرابع نحو: (افرح الجذل) ومنه قول الراجز: من الرجز
٢٣٤ - يعجبه السخون والبرود ... والتمر حبا ما له مزيد
والخامس، كقوله تعالى: (والله أنبتكم من الأرض نباتًا) نوح /١٧. وقوله تعالى: (وتبتل إليه تبتيلا) المزمل /٨.
والسادس نحو: قعد القرفصاء، ورجع القهقري.
والسابع نحو: ضربته عشر ضربات.
والثامن نحو: (جد كل الجد). وضربته كل الضرب.
والتاسع نحو: ضربته بعض الضرب.
والعاشر نحو: ضربته سوطًا، أصله ضربته ضربًا بسوط، ثم توسع في الكلام، فحذف المصدر، وأقيمت الآلة مقامه، وأعطيت ما له من إعراب وإفراد أو تثنية أو جمع، تقول: ضربته سوطين، وأسواطًا، والأصل ضربتين بسوط، وضربات بسوط. وعلى هذا يجري جميع ما أقيم مقام المصدر، وانتصب انتصابه.