ومن أمثلته قولك: لمن قال: ما ضربت زيدًا: بلى، ضربتين، ولمن قال: ما تجد في الأمر؟ بلى؛ جدًا كثيرًا، ولمن قال: أي سير سرت؟ سيرًا سريعًا، ولمن تأهب للحج: حجًا مبرورًا، ولمن قدم من سفر: قدومًا مباركًا.
ثم إن حذف عامل المصدر على ضربين: جائز، وواجب.
فالجائز: كما في الأمثلة المذكورة.
والواجب: إذا كان المصدر بدلا من اللفظ بالفعل، كما قال:
٢٩٢ - والحذف حتم مع آتٍ بدلا ... من فعله كندلا اللذ كاندلا
٢٩٣ - وما لتفصيل كإما منا ... عامله يحذف حيث عنا
١٠٥ //
٢٩٤ كذا مكرر وذو حصرٍ ورد ... نائب فعلٍ لاسم عينٍ استند
المصدر الآتي بدلا من اللفظ بفعله نوعان:
الأول: ما له فعل، فيجوز وقوعه موقع المصدر، ولا يجوز أن يجمع بينهما. وهذا النوع على ضربين: طلب، وخبر.
أما الطلب فما يرد دعاء، أو أمرًا، أو نهيًا، أو استفهامًا لقصد التوبيخ.
أما الدعاء، فكقولهم: سقيًا، ورعيًا، وجدعًا، وبعدًا.
وأما الأمر، والنهي، فكقولهم: قيامًا لا قعودًا، أي قم لا تقعد، ومنه قوله تعالى: (فضرب الرقاب) محمد /٤. أي: فاضربوا الرقاب.
ومنه قول الشاعر: من الطويل
٢٣٥ - يمرون بالدهنا خفافًا عيابهم ... ويخرجن من دارين بجر الحقائب
على حين ألهى الناس جل أمورهم ... فندلا زريق المال ندل الثعالب