قوله:
فانصبه بالواقع فيه مظهرا ... .............................
١٠٨ (البيت). معناه: أن الذي يستحقه // الظرف من الإعراب هو النصب، وأن الناصب له هو الواقع فيه من فعل، أو شبهه.
إما ظاهرًا نحو: جلست أمام زيد، وصمت يوم الجمعة، وزيد جالس أمامك، وصائم يوم الجمعة.
وإما مضمر جوازًا، كقولك لمن قال: كم سرت؟ فرسخين، ولمن قال: ما غبت عن زيد؟ بلى: يومين.
ووجوبًا: فيما وقع خبرًا أو صفة أو حالا أو صلة، نحو: زيد عندك، ومررت بطائر فوق غصن، ورأيت الهلال بين السحاب، وعرفت الذي معك.
وفي غير ذلك أيضًا، كقولهم: حينئذٍ، والآن، أي: كان ذلك حينئذ، واسمع الآن به.
٣٠٥ - وكل وقتٍ قابل ذاك وما ... يقبله المكان إلا مبهما
٣٠٦ - نحو الجهات والمقادير وما ... صيغ من الفعل كمرمى من رمى
٣٠٧ - وشرط كون ذا مقيسًا أن يقع ... ظرفًا لما في أصله معه اجتمع
أسماء الزمان كلها صالحة للظرفية، لا فرق في ذلك بين المبهم منها نحو: (حين، ومدة) وبين المختص نحو: (يوم الخميس، وساعة كذا) تقول: انتظرته حينًا من الدهر، وغبت عنه مدة، ولقيته يوم الخميس، وأتيته ساعة الجمعة.
وأما أسماء المكان فالصالح منها الظرفية نوعان:
الأول: اسم المكان المبهم، وهو ما افتقر إلى غيره في بيان صورة مسماه، كأسماء الجهات، نحو: (أمام، ووراء، ويمين، وشمال، وفوق، وتحت) وشبهها في الشياع، (كجانب، وناحية، ومكان) وكأسماء المقادير، نحو: (ميل، وفرسخ، وبريد).
والثاني: ما اشتق من اسم الحدث الذي اشتق منه العامل كـ (مذهب، ومرمى) من قولك: ذهبت مذهب زيدٍ، ورميت مرمى عمروٍ.
فلو كان مشتقًا من غير ما اشتق منه العامل كما في نحو: ذهبت في مرمى عمروٍ. ورميت في مذهب زيدٍ، لم يجز في القياس أن يجعل ظرفًا، وإن استعمل شيء منه ظرفًا عد