وقد جمع المثالين قول الآخر: من الرجز
٢٥٦ - ما لك من شيخك إلا عمله ... إلا رسيمه ولا رمله
فـ (إلا) المكررة في هذه الأمثلة زائدة مؤكدة للتي قبلها، لأن دخولها في الكلام كخروجها، فلا تعمل فيما تدخل عليه شيئًا، بل يبقي على ما كان عليه قبل دخولها: من تبعية في الإعراب لما قبله.
وأما تكرير (إلا) لغير توكيد فإذا قصد بها استثناء بعد استثناء، وذلك على ضربين:
أحدهما: أن يكون فيه المستثنى بالمكررة مباينًا لما قبله.
والآخر: أن يكون فيه المستثنى بها بعضًا لما قبله.
أما الضرب الأول فهو المراد بقوله:
٣٢١ - وإن تكرر لا لتوكيدٍ فمع ... تفريغٍ التأثير بالعامل دع
٣٢٢ - في واحدٍ مما بإلا استثنى ... وليس عن نصب سواه مغني
٣٢٣ - ودون تفريغٍ مع التقدم ... نصب الجميع احكم به والتزم ١٢٠ //
٣٢٤ - وانصب لتأخيرٍ وجئ بواحد ... منها كما لو كان دون زائد
٣٢٥ - كلم يفوا إلا امرؤ إلا علي ... وحكمها في القصد حكم الأول
يعني: إذا كررت (إلا) لغير توكيد، والمستثنى بها مباين للمستثنى الأول، فإما أن يكون ما قبلها من العوامل مفرغًا، وإما أن يكون مشغولا.
فإن كان مفرغًا شغلٍ بأحد المستثنيين، أو المستثنيات، ونصب ما سواه، نحو: ما قام إلا زيد إلا عمرًا، إلا بكرًا، والأقرب إلى المفرغ أولى بعمله مما سواه.
وإن كان العامل مشغولا بالمستثنى منه، فللمستثنيين، أو المستثنيات النصب إن تأخر المستثنى منه، نحو: ما قام إلا زيدًا، إلا عمرًا، إلا بكرًا القوم، وإن لم يتأخر فلأحد المستثنيين، أو المستثنيات من الاتباع؟ والنصب ما له لو لم يستثن غيره وما سواه النصب، كقولك: ما جاء أحد إلا زيد إلا عمرًا، إلا بكرًا.