٣٢٦ - واستثن مجرورًا بغيرٍ معربا ... بما لمستثنىً بإلا نسبا
استعمل بمعنى (إلا) كلمات، فاستثنى بها، كما يستثنى بـ (إلا) وهي (غير، وسوى، وسواء، وليس، ولا يكون، وحاشا، وخلا، وعدا).
فأما (غير) فاسم ملازم للإضافة.
والأصل فيها: أن تكون صفة دالة على مخالفة صاحبها لحقيقة ما أضيفت إليه، وتتضمن معنى (إلا).
وعلامة ذلك صلاحية إلا مكانها. فيجر المستثنى بها، وتعرب هي بما يستحقه المستثنى بـ (إلا): من نصب لازم، أو نصب مرجح عليه الإتباع، أو نصب مرجح على الإتباع، أو تأثر بعامل مفرغ تقول: (جاءني القوم غير زيدٍ) بنصب لازم، و (ما جاءني أحد غير زيدٍ) بنصب مرجح عليه الإتباع و (ما لزيدٍ علم غير ظن)، وبنصب مرجح على الإتباع، و (ما جاءني غير زيدٍ) بإيجاب التأثر بالعامل المفرغ، فتفعل بـ (غير) ما كنت تفعل بالواقع بعد (إلا) وليس بينهما من الفرق، إلا أن نصب ما بعد (إلا) في غير الإتباع، والتفريغ نصب بـ (إلا) على الاستثناء، ونصب (غير) هناك بالعامل الذي قبلها على أنها حال، تؤدي معنى الاستثناء.
٣٢٧ - ولسوي سوي سواءٍ اجعلا ... على الأصح ما لغيرٍ جعلا
(سوي، وسواء) لغتان في (سوى) وهي مثل (غير) معنى واستعمالا فيستثنى بها متصل، نحو: قاموا سوى زيدٍ، ومنقطع، كقول الشاعر: من البسيط
٢٥٧ - لم ألف في الدار ذا نطق سوي طلل ... قد كاد يعفو وما بالعهد من قدم
ويوصف بها كقول الآخر: من الوافر
٢٥٨ - أصابهم بلاء كان فيهم ... سوى ما قد أصاب بني النضير
وتقبل أثر العوامل المفرغة، كقوله - صلى الله عليه وسلم -: (دعوت ربي ألا يسلط على أمتي عدوا من سوى أنفسهم).