٣٤٠ - وسبق حالٍ ما بحرفٍ جر قد ... أبوا ولا أمنعه فقد ورد
الأصل تأخير الحال عن صاحبها، ويجوز تقديمها عليه، نحو: جاء مسرعًا زيد، كما يجوز تقدم الخبر على المبتدأ. وقد يعرض ما يوجب هذا التقديم، أو يمنع منه. فيوجب تقديم الحال على صاحبها أسباب:
منها: كون صاحبها مقرونًا بـ (إلا)، أو ما في معناها، نحو: ما قام مسرعًا إلا زيد، وإنما قام مسرعًا زيد.
ومنها: إضافة صاحبها إلى ضمير ما لابس الحال، نحو: جاء زائرًا هندًا أخوها وانطلق منقادًا لعمرو صاحبه. ويمنع من تقديم الحال على صاحبها أسباب:
منها: اقتران الحال بـ (إلا) لفظًا، أو معنى نحو: ما قام زيدً إلا مسرعًا، وإنما قام زيد مسرعًا.
ومنها أن يكون صاحبها مجرورًا بالإضافة، نحو: عرفت قيام زيدٍ مسرعًا، وهذا شارب السويق ملتوتًا.
لا يجوز في نحو هذا تقديم الحال على صاحبها، واقعة بعد المضاف، لئلا يلزم الفصل بين المضاف والمضاف إليه، ولا قبله، لأن نسبة المضاف إليه من المضاف كنسبة الصلة من الموصول، فكما لا يتقدم ما يتعلق بالصلة على الموصول، كذلك لا يتقسم ما يتعلق بالمضاف إليه على المضاف.
ومنها: أن يكون صاحب الحال مجرورًا بحرف جر: نحو: مررت بهندٍ جالسة. قال أكثر النحويين: لا يجوز مررت جالسةً بهندٍ. وغلى ذلك الإشارة بقوله:
وسبق حالٍ ما بحرفٍ جر قد ... أبوا ................
وعللوا منع ذلك: بأن تعلق العامل بالحال ثان لتعلقه بصاحبه، فحقه إذا تعدى لصاحبه بواسطة أن يتعدى إليه بتلك الواسطة، لكن منع من ذلك أن الفعل لا يتعدى بحرف واحد إلى شيئين، فجعلوا عوضًا من الاشتراك في الواسطة التزام التأخير.
ومنهم من علله بالحمل على حال المجرور بالإضافة.
ومنهم من علله بالحمل على حال عمل فيه حرف جر، متضمن استقرارًا، نحو: زيد في الدار متكئًا.