ومنع الجر بالكسرة تبعًا لمنع التنوين، لتآخيهما في اختصاصهما بالأسماء، وتعاقبهما على معنى واحد في باب راقود خلا، وراقود خلٍ، فلما لم يجروه بالكسرة، عوضوه عنها بالفتحة، فإذا أضيف ما لا ينصرف، أو دخله الألف واللام فأمن فيه التنوين جر بالكسرة، نحو: مررت بأحمدكم، وبالحمراء.
٤٤ - واجعل لنحو يفعلان النونا ... رفعًا وتدعين وتسألونا
٤٥ - وحذفها للجزم والنصب سمه ... كلم تكوني لترومي مظلمه
المراد بنحو يفعلان، وتدعين، وتسألون: كل فعل مضارع اتصل به ألف الاثنين، أو واو الجمع، أو ياء المخاطبة، فإن المضارع إذا اتصل به أحد هذه الثلاثة كانت علامة رفعه نونًا مكسورة بعد الألف، مفتوحة بعد الواو والياء، وعلامة جزمه ونصبه حذف تلك النون، تقول في الرفع: يفعلان، ويفعلون، وتفعلين، فإذا دخل الجازم قلت: لم يفعلا، ولم يفعلوا، ولم تفعلي، بحذف النون للجزم، كما ثبت للرفع.
والنصب كالجزم، نحو: لن يفعلا، ولن يفعلوا، ولن تفعلي، حملوا النصب على الجزم هنا، كما حملوا النصب على الجر في التثنية، والجمع، لأن الجزم في الفعل نظير الجر في الاسم.
قوله:
....................... ... كلم تكوني لترومي مظلمه
مثال لحذف نون الرفع في الجزم والنصب: (فتكوني) مجزوم بلم، وكان أصله ترومي، وأصله ترومين، فلما دخل الناصب حذفت النون، كما حذفت في الجزم.
٤٦ - وسم معتلا من الأسماء ما ... كالمصطفي والمرتقي مكارما
٤٧ - فالأول الإعراب فيه قدرا ... جميعه وهو الذي قد نصرا
٤٨ - والثاني منقوص ونصبه ظهر ... ورفعه ينوى كذا أيضًا يجر
اعلم أن الاسم المعرب على ضربين: صحيح، ومعتل.
والمعتل على ضربين: مقصور، ومنقوص.
فالمقصور: هو الاسم المعرب الذي آخره ألف لازمة، نحو: الفتى، والعصا،
١٩ // والمصطفي، وقيدت الألف بكونها لازمة احترازًا من نحو الزيدان في الرفع، ومن نحو: أخاك، وإياك في النصب.