وعندي: أن هذا القول من سيبويه لا يدل ما ذهب إليه ابن خروف لجواز أن يكون سيبويه قصد بيان تأويل الكلام، ولم يرد تفسير معنى (ما) ولا بيان أن موضعها رفع.
٤٩٠ - ويذكر المخصوص بعد مبتدأ ... أو خبر اسم ليس يبدو أبدا
١٨٤ // لما كان (نعم وبئس) للمدح العام، والذم العام، الشائعين في كل خصلة محمودة أو مذمومة، المستبعد تحققها، وهو: أن يشيع كون المحمود محمودًا في خصال الحمد، وكون المذموم مذمومًا في خلافها سلكوا بهما في الأمر العام طريقي الإجمال والتفصيل لقصد مزيد التقرير، فجاؤوا بعد الفاعل بما يدل على المخصوص بالمدح أو الذم، فقالوا: نعم الرجل زيد، ونعم رجلا عمرو.
ألا ترى أنك إذا قلت: نعم الرجل، معرفًا للفاعل بالألف واللام الجنسية، أو قلت: نعم رجلا، فأضمرته مفسرًا بمميز عام له كيف يتوجه المدح إلى المخصوص به أولا على سبيل الإجمال لكونه فردًا من الجنس، ثم إذا عقبته بذكر المخصوص كيف يتوجه إليه ثانيًا على سبيل التفصيل، فيحصل من تقوي الحكم، ومزيد التقرير ما يزيل ذلك الاستبعاد.
وقد جوز النحويون في المخصوص بالمدح أو الذم أن يكون مبتدأ، خبره الجملة قبله، وأن يكون خبر مبتدأ محذوف، واجب الحذف، تقديره: نعم الرجل هو زيد، كأن سامعًا سمع (نعم الرجل) فسأل عن المخصوص بالمدح، من هو؟ فقيل له: هو زيدً.
٤٩١ - وإن يقدم مشعر به كفى ... كالعلم نعم المقتنى والمقتفى
قد يتقدم على (نعم) ما يدل على المخصوص بالمدح، فيغني ذلك عن ذكره، كقولك: العلم نعم المقتنى والمقتفى، أي: المتبع، ونحوه قوله تعالى حكاية عن أيوب عليه السلام: (إنا وجدناه صابرًا نعم العبد) ص /٤٤.
وقول الشاعر: من م. الكامل
٤٣٨ - إني اعتمدتك يا يزيـ ... د فنعم معتمد الوسائل
٤٩٢ - واجعل كبئس ساء واجعل فعلا ... من ذي ثلاثةٍ كنعم مسجلا