والحاصل أن ضمير الرفع يستتر استغناء عن لفظه بظهور معناه، وذلك على ضربين: واجب الاستتار، وجائزه. فالواجب الاستتار: في خمسة أشياء:
فعل أمر الواحد، كافعل، والمضارع، ذو الهمزة، كأوافق، والنون كنغتبط، وتاء المخاطب، كتشكر، واسم الفعل لغير الماضي، كأوه، ونزال يا زيد، ونزال يا زيدان.
والجائز الاستتار: هو المرفوع بفعل الغائب، والغائبة، وبالصفات المحضة، نحو: زيد قام، وهند تقوم، وعبد الله منطلق.
ففي قام ضمير زيد، وفي تقوم ضمير هند، وفي منطلق ضمير عبد الله، وهي مستترة جوازًا، بمعنى أنه يجوز أن يخلفها الظاهر، نحو: قام زيد، وتقوم هند، والضمير
٢٣ المنفصل في نحو زيد إنما قام هو، وزيد هند ضاربها هو، والله أعلم //.
٦١ // -وذو ارتفاعٍ وانفصالٍ أنا هو ... وأنت والفروع لا تشتبه
٦٢ - وذو انتصابٍ في انفصالٍ جعلا ... إياي والتفريع ليس مشكلا
الضمير المنفصل ضربان:
أحدهما مختص بالرفع، وهو (أنا) للمتكلم، و (نحن) له: مشاركًا، أو تعظيمًا، (وأنتَ، وأنتِ، وأنتما، وأنتم، وأنتن) للمخاطب، بحسب أحواله، و (هو، وهي، وهما، وهم، وهن) للغائب، بحسب أحواله.
وقد أشار إلى أمثلة فروع الإفراد، والتذكير بقوله:
................. ... .......... والفروع لا تشتبه
والثاني: مختص بالنصب، وهو (إيا) مردفًا بما يدل على المعنى، نحو: (إياي) للمتكلم، و (إياك) للمخاطب، و (إياه) للغائب، وفروع الإفراد والتذكير ظاهرة، نحو: (إيانا، وإياك، وإياكما، وإياكم، وإياكن، وإياه، وإياها، وإياهما، وإياهم، وإياهن).
٦٣ - وفي اختيارٍ لا يجيء المنفصل ... إذا تأتي أن يجيء المتصل
الأصل أن الضمير المنفصل لا يستعمل في موضع يمكن فيه المتصل، لأن الغرض من وضع الضمير التوصل إلى الاختصار، ووضع المنفصل موضع المتصل يأبى ذلك.