وأما (أم) المنقطعة: فهي الواقعة بين جملتين، ليستا في تقدير المفردين، بل كل منهما مستقل بفائدته، وذلك إذا لم تكن بعد همزة التسوية، أو همزة تحسن في موضعها (أي)، وهذا معنى قوله:
إن تك مما قيدت به خلت ... ...................
ولا تخلو (أم) المنقطعة عن معنى الإضراب، وكثيرًا ما تقتضي معه الاستفهام، كما في قوله تعالى: (أم اتخذ مما يخلق بناتٍ) الزخرف /١٦. وتقع بعد الخبر، ٢٠٨ والاستفهام بالهمزة // وغيرها.
فمن وقوعها بعد الخبر قوله تعالى: (لا ريب فيه من رب العالمين * أم يقولون افتراه) يونس /٣٧ - ٣٨ المعنى: بل يقولون: افتراه، وقول بعض العرب: (إنها لإبل أم شاء): جرى أول كلامه على اليقين، فلما تبين له الخطأ أضرب عنه، معقبًا له بالشك.
ومن وقوعها بعد الاستفهام قوله تعالى: (ألهم أرجل يمشون بها أم لهم أيدٍ يبطشون بها) الأعراف /١٩٥. وتقول: هل زيد قائم أم عمرو؟
فهذا على الانقطاع، وإضمار الخبر لعمرو، لأن (هل) لا يستفهم بها إلا عن الجملة، فلا يصح في (أم) بعدها أن تكون متصلة.
وقد تتجرد المنقطعة بعد الخبر عن الاستفهام، كما في قول الشاعر: من الطويل
٤٩٤ - وليت سليمي في المنام ضجيعتي ... هنالك أم في جنةٍ أم جهنم
وهو المصحح لوقوع (هل) بعدها في نحو قوله تعالى: (قل هل يستوي الأعمى والبصير أم هل تستوي الظلمات والنور) الرعد /١٦.
٥٥١ - خير أبح قسم بأو وأبهم ... واشك وإضراب بها أيضًا نمي
٥٥٢ - وربما عاقبت الواو إذا ... لم يلف ذو النطق للبسٍ منفذا
(أو) يعطف بها في الطلب والخبر. فإذا عطف بها في الطلب كانت: إما للتخيير، نحو: خذ هذا، أو ذاك، وإما للإباحة، نحو: جالس الحسن، أو ابن سيرين.