والاحتمال الثاني: أن يكون الحج مصدرًا مضافًا إلى المفعول، و (من) فاعل المصدر، على معنى: ولله على الناس أن يحج البيت المستطيع، وقوله تعالى: (قتل أصحاب الأخدود * النار ذات الوقود) البروج /٤ - ٥ وقول الشاعر: من الكامل
٥٢٠ - هل تدنينك من أجارع واسطٍ ... أوبات يعملة اليدين حضار
من خالدٍ أهل السماحة والندى ... ملك العراق إلى رمال وبار
فـ (من خالد) بدل من (أجارع واسط) لاشتمالها عليه، وهو خالٍ عن ضمير المبدل منه.
الرابع: (البدل المباين للمبدل منه، بحيث لا يشعر به ذكر المبدل منه بوجه. وهو نوعان:
٢١٧ الأول: // بدل الإضراب وهو: ما يذكر متبوعه بقصد، ويسمى بدل البداء، مثاله قولك: أكلت تمرًا زبيبًا. أخبرت أولا بأكل التمر، ثم أضربت عنه، وجعلته في حكم المتروك ذكره، وأبدلت منه الزبيب، على حد العطف بـ (بل) إذا قلت: أكلت تمرًا بل زبيبًا، ومنه قوله - صلى الله عليه وسلم -: (إن الرجل ليصلي الصلاة وما كتب له نصفها ثلثها ربعها ....... إلى عشرها). وإلى هذا الإشارة بقوله:
وذا للاضراب أعز إن قصدًا صحب ... .................
والثاني: بدل الغلط والنسيان، وهو: ما لا يريد المتكلم ذكر متبوعه، بل يجري لسانه عليه من غير ما قصد، كقولك: لقيت رجلا حمارًا، أردت أن تقول: لقيت حمارًا، فغلطت أو نسيت، فقلت: رجلا، ثم تذكرت فأبدلت منه الحمار. ويصان عن هذا النوع الفصيح من الكلام. وإليه الإشارة بقوله:
................. ... ودون قصدٍ غلط به سلب
أي: ببدل الغلط يستفاد سلب الحكم عن الأول، وإثباته للثاني.