ومن شواهد النصب قول الشاعر: من الوافر
٥٣٥ - أعبدا حل في شعبي غريبا ... ألوما لا أبا لك واغترابا
٥٨٣ - وباضطرار خص جمع يا وال ... إلا مع الله ومحكي يا الجمل
يقول: الجمع بين حرف النداء والألف واللام، مخصوص بالضرورة إلا في موضعين:
أحدهما: الاسم الأعظم (الله) فإنه يجمع فيه بين الألف واللام وحرف النداء على الوجهين: على قطع الهمزة نحو: يا ألله، وعلى وصلها نحو: يا الله. والثاني: المنادى إذا كان جملة محكية نحو: يا المنطلق زيد، في رجل مسمي بالجملة. وأما غير ذلك فلا يجمع فيه بين حرف النداء والألف واللام إلا في ضرورة الشعر كقول: من الرجز
فيا الغلامان اللذان فرا ... إياكما أن تكسبانا شرا
وإنما لم يجز مثل هذا في السعة كراهية الجمع بين أداتي تعريف على شيء واحد، واغتفر الجمع بينهما في (يا الله) إذا كانت الألف واللام فيه لازمة معوضا بها عن همزة الإله، فلا يقاس عليه سواه.
وقد أجاز البغداديون: (يا الرجل) في السعة، قالوا: لأنا لم نر موضعا يدخله التنوين ولا تدخله الألف واللام.
٥٨٤ - والأكثر اللهم بالتعويض ... وشذ يا اللهم في قريض
٢٢٣ //لما بين أنه يجمع بين الأداتين في الاسم الأعظم نبه على أن له في النداء استعمالا آخر هو الأكثر، وهو تعويض ميم مشددة مفتوحة في الآخر عن حرف النداء كقولك: اللهم ارحمنا. ولكون الميم عوضا عن حرف النداء لم يجمع بينهما إلا في الضرورة كقول الراجز: من الرجز
إني إذا حدث ألما ... أقول يا اللهم يا اللهما