الياء، بخلاف الكسرة التي قبل ياء المخاطبة، نحو: تفعلين، فإنها لا تشبه الجر، لأن ياء المخاطبة مختصة بالفعل، فصانوا الأفعال عن الكسرة لياء المتكلم بإلحاق نون الوقاية، كقولك: أكرمني، ويكرمني، وأكرمني.
ولا تتصل الياء بالفعل بدون النون إلا فيما ندر من نحو: من الرجز
٢٥ - إذ ذهب القوم الكرام ليسي
والوجه: ليسني، أو ليس إياي.
أما إذا نصب الياء الحرف، أعني أن أو إحدى أخواتها ففيه تفصيل، فإن الناصب إن كان (ليت) وجب إلحاق النون، نحو: (يا ليتني كنت معهم) النساء /٧٣ ولم تترك إلا فيما ندر من نحو قوله: من الوافر
٢٦ - كمنية جابرٍ إذ قال ليتي ... أصادفه وأفقد بعض مالي
وإن كان (لعل) فالوجه تجردها من النون، نحو قوله تعالى: (لعلي أطلع إلى إله موسي) القصص /٣٨، وقوله تعالى: (لعلي أبلغ الأسباب) غافر /٣٦.
ولا تلحقها النون إلا في الضرورة، كقوله: من الطويل
٢٧ - فقلت أعيراني القدوم لعلني ... أخط بها قبرًا لأبيض ماجد
وإن كان الناصب للياء (إن أو أن أو كأن أو لكن) جاز الوجهان على السواء.