ومما جاء بمعنى الحال (أف) بمعنى أتضجر، و (أوه) بمعنى: أتوجع، و (وي)، و (وا)، و (واها) بمعنى: أعجب.
٦٢٩ - والفعل من أسمائه عليكا ... وهكذا دونك مع إليكا
٦٣٠ - كذا رويد بله ناصبين ... ويعملان الخفض مصدرين
من جملة أسماء الأفعال: ما كان في أصله ظرفا أو حرف جر، ثم خرج عن ذلك، وصار بمنزلة: صه ونزال في الدلالة على معنى الفعل وتحمل ضمير الفاعل، فمن ذلك: (عليك) بمعنى: الزم، و (دونك وعندك ولديك) بمعنى: خذ، و (إليك) بمعنى: تنح، (ومكانك) بمعنى: أثبت، و (وراءك) بمعنى: تأخر، و (أمامك) بمعنى: تقدم، ولا يستعمل هذا النوع في الغالب إلا جارا لضمير المخاطب.
وشذ (علي) بمعنى: أولني، و (إلي) بمعنى: أتنحى، و (عليه) بمعنى: ليلزم، وحكى الأخفش: (علي عبد الله زيدا) وهو غريب.
وأما (رويدا) فمرخم تصغير إرواد، مصدر: أروده، أي: أمهله. ويستعمل في الخبر والأمر.
أما في الخبر كقولك: ساروا رويدا، تنصبه على الحال، على معنى: ساروا مرودين، أو على النعت للمصدر: إما ظاهرا أو مقدرا.
وأما في الأمر كقولك: رويدا زيدا، أي أمهل زيدا، وله استعمالان: هو في أحدهما اسم فعل، وفي الآخر مصدر بدل من اللفظ بالفعل، لأنه تارة يكون مبنيا على الفتح، وإذا وليه المفعول كان منصوبا نحو: رويدا زيدا.
فها هنا هو اسم فعل، لأنه لو كان مصدرا لكان معربا، ولو كان معربا لكان منونا، وتارة يكون منصوبا منونا أو مضافا إلى المفعول نحو: رويد زويد. فها هنا هو مصدر، ٢٣٨ لأنه لو كان اسم فعل لما كان// إلا مبنيا.
وأما (بله) فهي بمعنى: دع. ولها أيضا استعمالان: مضافة وغير مضافة، فإذا قلت: بله زيد: كانت مصدرا بدلا من اللفظ بالفعل، وإذا قلت: بله زيدا: كانت اسم فعل كما قلنا: في (رويد).
٦٣١ - وما لما تنوب عنه من عمل ... لها وأخر ما لذي فيه العمل
يعني أن أسماء الأفعال تعمل عمل الأفعال التي نابت عنها، فترفع الفاعل ظاهرا نحو: شتان زيد وعمرو، ومضمرا كما في (نزال).