ولو نكر (سحر) انصرف كقوله تعالى: {نجيناهم بسحر. نعمة من عندنا} القمر/ ٣٤ - ٣٥ وأما (أمس) فإذا أريد به اليوم الذي قبل يومك الذي أنت فيه، ٢٥٨ فبنو تميم يعربونه ويمنعونه من الصرف للتعريف والعدل عما في الألف // واللام، وذلك في حال الرفع خاصة، فيقولون: ذهب أمس بما فيه. وفي النصب والجر ويبنونه على الكسر. وبعضهم يعربه مطلقا، ويمنعه من الصرف، وعلى ذلك قول الراجز: من الرجز
٥٩٢ - لقد رأيت عجبا مذ أمسا ... عجائزًا مثل السعالي خمسا
وغير بني تميم يبنونه على الكسر في الإعراب كله، لأنه عندهم متضمن معنى الألف واللام. ولا خلاف في إعرابه إذا أضيف أو اقترن بحرف التعريف أو نكر أو صغر أو كسر.
وكل معدول سمي به فعدله باق إلا (سحر وأمس) عند بني تميم فإن عدلهما يزول بالتسمية، وليس في اللفظ تغيير يشعر بالنقل عن معدول، فينصرفان بخلاف غيرهما من المعدولات، فإن في لفظه ما يشعر بعد التسمية به أنه منقول من معدول، فيمنع من الصرف للتعريف والعدل.
ولا فرق في ذلك عند سيبويه بين العدد وغيره. وذهب الأخفش وأبو علي وابن برهان إلى صرف العدد المعدول إذا سمي به.
٦٧٢ - وابن على الكسر فعال علما ... مؤنثا وهو نظير جشما
٦٧٣ - عند تميم واصرفن ما نكرا ... من كل ما التعريف فيه أثرا
ما كان على (فعال) علمًا مؤنثًا، فللعرب فيه مذهبان:
فأهل الحجاز يبنونه على الكسر لشبهه بـ (نزال) في التعريف والتأنيث والعدل والزنة. وبنو تميم يعربون منه ما ليس آخره راء كـ (حذام وقطام ورقاش) ولا يصرفونه للعدل والتعريف، فيقولون: هذه حذام ورأيت حذام ومررت بحذام. وإلى هذا أشار بقوله:
............ ... ...... وهو نظير جشما
عند تميم ...... ... ...............