وإنما أعرب اثنا واثنتا من بين صدور المركبات، لوقوع العجز منها موقع النون، فكما كان الإعراب مع النون ثابتًا ثبتت مع الواقع موقعها.
فإن قلت: كيف صح وقوع العجز من هذا موقع النون، فأعرب صدره، وما صح وقوع العجز من نحو خمسة عشر موقع التنوين من خمسة فأعرب صدره.
قلت: صح ذلك في اثنا عشر، لأن ثبوت عشر بعد الألف منه متأخر عن ثبوت النون في اثنان، لما علمت أن التركيب متأخر عن الإفراد، والمتأخر لا يمتنع أن يقال وقع موقع المتقدم.
ولم يصح ذلك في نحو: خمسة عشر، لأن ثبوت عشر بعد التاء منه ليس متأخرًا عن ثبوت التنوين في خمسة، بل متقدمًا عليه، لأن تركيب المزج من الأوضاع المتقدمة على الإعراب المقارن للتنوين، والمتقدم لا يمكن أن يقال وقع موقع المتأخر.
٧٣٥ - وميز العشرين للتسعينا ... بواحدٍ كأربعين حينا
٧٣٦ - وميزوا مركبًا بمثل ما ... ميز عشرون فسوينهما
٧٣٧ - وإن أضيف عدد مركب ... يبق البنا وعجز قد يعرب
من أسماء العدد (العشرون) وأخواتها إلى (التسعين)، وتستعمل بلفظ واحد للمذكر والمؤنث، ويذكر معها النيف متقدمًا، كقولك في التذكير: ثلاثة وعشرون، وفي التأنيث خمس وأربعون.
وتميز هي والأعداد المركبة بمفرد منصوب، نحو قوله تعالى: (أحد عشر كوكبًا) يوسف /٤ وقوله تعالى: (وواعدنا موسى ثلاثين ليلةً) الأعراف /١٤٢.
وقد تميز بجمع صادق على الواحد منها، فيقال: عندي عشرون دراهم، على معنى عشرون شيئًا كل واحد منها دراهم.
ومنه قوله تعالى: (وقطعناهم اثنتي عشرة أسباطًا أممًا) الأعراف /١٦٠ المعنى والله أعلم: وقطعناهم اثنتي عشرة فرقة، كل فرقة منهم أسباط.
وقد يضاف العدد إلى مستحق المعدود، فيستغني عن التمييز، نحو: هذه عشر وزيدٍ، يفعل ذلك بجميع الأعداد المركبة، إلا اثني عشر، فيقال: أحد عشرك، وثلاثة عشرك ولا يقال اثنا عشرك، لأن (عشر) من اثني عشر بمنزلة نون اثنين، فلا تجامع الإضافة ولا يقال اثناك؛ لشلا يلتبس بإضافة اثنين بلا تركيب.