أحدها: وهو الأصل أن يجاء بتركيبين: صدر أولهما (فاعل) في التذكير و (فاعلة) في التأنيث، وصدر ثانيهما الاسم المشتق منه، وعجز المركبين (عشر) في التذكير و (عشرة) في التأنيث، فيقال في التذكير: ثاني عشر اثني عشر، وثالث عشر ثلاثة عشر، وفي التأنيث: ثانية عشرة اثنتي عشرة، وثالثة عشرة ثلاث عشرة، إلى تاسع عشر تسعة عشر، وتاسعة عشرة تسع عشرة: بأربع كلمات مبنية للتركيب: أولاهن مع الثانية، وثالثتهن مع الرابعة، وأول المركبين إلى الثاني إضافة (فاعل) إلى ما اشتق منه.
الاستعمال الثاني: أن يقتصر على صدر المركب الأول، فيعرب لعدم التركيب ويضاف إلى المركب الثاني، باقيا بناؤه، فيقال: ثاني اثني عشر، وثالث ثلاثة عشر، وثانية اثنتي عشرة، وثالثة ثلاث عشرة.
الاستعمال الثالث: أن يقتصر على المركب الأول باقيا بناء صدره، وبعض العرب يعربه.
حكي ذلك ابن السكيت وابن كيسان رحمهما الله.
ولما أراد الشيخ بينان هذا الاستعمال الثالث قال:
وشاع الاستغنا بحادي عشرا .... ونحوه ...............
فمثل بـ (حادي عشر) لم يمثل بثاني عشر، ليتضمن التمثيل فائدة التنبيه ٢٩٠ // على ما التزموه، حين صاغوا أحدا وإحدى على (فاعل وفاعلة) من القلب، وجعل الفاء بعد اللام، فقالوا: حادي عشر وحادية عشرة، والأصل واحد وواحدة.
ولا يستعمل حاد وحادية إلا مع عشرة أو مع عشرين، وأخواته، فيقال: حاد وعشرون، وحادية وعشرون، إلى حاد وتسعين، وحادية وتسعين، كما يقال: ثان وعشرون وثالث وعشرون، ورابعة وثلاثون، ونحو ذلك.
وقد تضمن التنبيه على هذا كله قوله:
................. .... ...... وقبل عشرين اذكرا
وبابه الفاعل من لفظ العدد .... بحالتيه قبل واو يعتمد
وحالتاه: كونه على (فاعل) في التذكير، وعلى (فاعلة) في التأنيث.