فلو انفصلت منه بمدة امتنع الإبدال، سواء كانت ظاهرة (كطواويس) أو مقدرة كقول الراجز: من الرجز
٦٩٢ - حنا عظامي وأراه ثاغري .... وكحل العينين بالعواور
أراد: (العواوير) لأنه جمع (عوار) وهو: الرمد.
وقد يفهم هذا التفصيل من قوله:
............... اكتفا .... مد مفاعل ....................
فإن المكتنف في نحو: (طواويس) هو مد (مفاعيل) فلا يكون له حكم مد (مفاعل) من إبدال ما يليه.
٩٤٧ - وافتح ورد الهمز يا فيما أعل .... لاما وفي المثل هراوة جعل
٩٤٨ - واوا وهمزا أول الواوين رد .... في بدء غير شبه ووفي الأشد
حروف العلة: الألف والواو والياء والهمزة، فإذا اعتل لام ما استحق أن يبدل منه ما بعد ألف الجمع، همزة، لكونه: إما مدة مزيدة في الواحد، وإما ثاني ليني رباعي، اكتنفا ألف الجمع فإنه يخفف بإبدال كسرة الهمزة فتحة، ثم إبدالها ياء، إن لم تكن اللام واوا، سلمت في الواحد، وإن كانت هاء أبدلت الهمزة واوا.
مثال النوع الأول قولهم: (قضية، وقضايا)، أصله: (قضائي) بإبدال مدة الواحد همزة، فاستثقل كون بناء منتهى الجموع فيما آخره حرفا علة أولهما مكسور، فوجب تخفيفه بإبدال الكسرة فتحة، كما جاز به فيما قبل آخره صحيح، فلما فتحت الهمزة تحركت الياء وانفتح ما قبلها، فانقلبت ألفا، فصار (قضاءا؛ كمدارى؟) فاستثقل اجتماع شبه ثلاث ألفات فأبدلت الهمزة ياء فصار (قضايا).
وقولهم: (خطيئة، وخطايا) أصله: (خطائئ): بهمزتين في الطرف، فوجب إبدال الثانية ياء، ثم إبدالها ألفا، فصار (خطاءا) فوجب إبدال الهمزة ياء.