في النطق بالهمزة عسر، لأنها حرف مهتوت، فالناطق بها كالساعل، فإذا اجتمعت مع أخرى في كلمة كان النطق بهما أعسر، فيجب إذ ذاك التخفيف، في غير ندور، إلا إذا كانتا في موضع العين المضاعف نحو: (سأآل، ورأآس).
ثم إن التخفيف يختلف بحسب حال الهمزتين من كون ثانيتهما ساكنة بعد متحركة، أو متحركة بعد ساكنة، أو هما متحركتان.
أما الأول: فيجب فيه إبدال الثانية مدة تجانس حركة أولاهما ك (آثرت أوثر إيثارا)، أصله: (أأثرت أؤثر إئثارا).
فلما اجتمع في كلمة همزتان ثانيتهما ساكنة وجب تخفيفها بإبدالها مدة من جنس حركة ما قبلها لأن بها حصل الثقل، فخصت بالتخفيف، وكذا كل ما سكن منه ثاني الهمزتين، إلا ما ندر من قراءة بعضهم قوله تعالى: {إئلافهم رحلة الشتاء والصيف} قريش/ ٢.
فأما نحو: أأثمن زيد؛ فلا يجب فيه الإبدال، لأن الأولى للاستفهام، والثانية فاء الفعل، فليستا من كلمة واحدة.
وأما الثاني: فيجيء فيما الهمزتان منه موضع العين المضاعف، أو في موضع لامي الاسم، فما همزتاه في موضع العين المضاعف نحو: (سأآل) لا إبدال فيه البتة. ولذلك لم يتعرض لذكره.
وما همزتاه في موضع لامي الاسم يجب فيه إبدال الثانية ياء، كما يشهد له قوله:
فذاك ياء مطلقا جا ........ .... ..........................
تقول في مثال (قمطر) من (قرأ، قرأي) والأصل: (قرأأ) فالتقى في الطرف همزتان فوجب إبدال الثانية ياء.
٣٣٩ وإن كانت الأول ساكنة يمكن إدماغها بحيث// تصير مع التي بعدها كالشيء الواحد لأن الظرف محل التغيير، فلم يغتفر فيه ذلك، كما اغتفر ذلك في نحو: (سأآل).