قوله:
........... وشذ في ألل .... ......................
يعني: وشذ الفلك وترك الإدغام في أشياء تحفظ ولا يقاس عليها نحو: (ألل السقاء): إذا تغيرت رائحته، و (دبب الإنسان) إذا نبت في وجنتيه الشعر، و (صكك الفرس) إذا اصطك عرقوباه، و (ضبب البلد) إذا كثر ضبابه، و (لحمت عينه) إذا التصقت بالرمص.
٩٩٤ - وحيي افكك وادغم دون حذر .... كذاك نحو تتجلى واستتر
لما ذكر الضابط في إدغام المثلين المتحركين من كلمة واحدة شرع الآن في ذكر ما يجوز فيه الإدغام والفك من ذلك ليعلم ما يجب فيه الإدغام منه.
فما يجوز فيه الوجهان: ما المثلان منه ياءانن لازما التحريك نحو: (حي، وعي) فمن أدغم قال: (حي، وعي) نظرًا إلى أنهما مثلان متحركان في كلمة حركة لازمة بخلاف لن يحيي فإن حركة ثاني المثلين منه عارضة بصدد أن تزول بزوال الناصب، ومن فك نظر إلى أن اجتماع المثلين في باب (حي) كالعارض، لكونه مختصًا بالماضي دون المضارع، والأمر بخلاف نظيره من الصحيح نحو: (رد، وعد). ولا يعتد بالعارض غالبًا.
ومما يجوز فيه أيضًا الوجهان كل ما فيه تاءان مثل تاءي (تتحلى) فقياسه الفك لتصدر المثلين.
ومنهم من يدغم، فيسكن أوله، ويدخل عليه همزة الوصل، فيقول: (اتجلى) وأما نحو: (استتر) فقياسه الفك أيضًا، لبناء ما قبل المثلين على السكون، ويجوز فيه الإدغام بعد نقل حركة أول المثلين إلى الساكن نحو: (ستر يستر سترًا).
٩٩٥ - وما بتاءين ابتدي قد يقتصر .... فيه على تا كتبين العبر
يعني: أنه قد يقال في نحو: (تتعلم): (تعلم) وفي (تتنزل): (تنزل) وفي ٣٥٢ (تتبين): (تبين) هربًا إما من توالي // مثلينن وإما من إدغام، يحوج إلى زيادة ألف الوصل، وهذا التخفيف يكثر في التاء جدًا.
وقد جاء شيء منه في النون كقراءة بعضهم: {ونزل الملائكة} الفرقان/ ٢٥ بالنصب على تقدير: وننزل الملائكة.
ومنه على الأظهر قوله تعالى: {وكذلك نجي المؤمنين} الأنبياء/ ٨٨ في قراءة ابن عامر وعاصم، أصله: (ننجي) ولذلك سكن آخره.