ومنها: أن يكون مع المبتدأ ضمير عائد على ما اتصل بالخبر، كقولهم: (على التمرة مثلها زبدًا)، وكقول الشاعر: من الطويل
٧١ - أهابك إجلالا وما بك قدرة ... علي ولكن ملء عين حبيبها
(ملء عين) خبر مقدم، و (حبيبها) مبتدأ مؤخر، لأنه معرفة، وما قبله نكرة، وتأخير المبتدأ فيه واجب؛ لأنه لو قدم لعاد الضمير معه إلى متأخر في اللفظ والرتبة.
ومنها: أن يكون الخبر واجب التصدير لتضمنه معنى الاستفهام، كقوله:
.................. ... أين من علمته نصيرا
(أين) ظرف مكان، وهو خبر مقدم و (من) اسم موصول في موضع رفع بالابتداء، وما بعده صلته، وخبره واجب التقديم لتضمنه معنى الاستفهام، ومثل ذلك قولك: كيف زيد؟ ومتى اللقاء؟.
ومنها: أن يكون المبتدأ محصورًا، كقولك: إنما قائم زيد، وما قائم إلا زيد، ومثله نحو:
................. ... وما لنا إلا إتباع أحمدا
صلى الله عليه وسلم.
وقد تقدم في هذه المسألة ما يغني عن الإطالة.
١٣٦ - وحذف ما يعلم جائز كما ... تقول زيد بعد من عندكما
١٣٧ - وفي جواب كيف زيد قل دنف ... فزيد استغني عنه إذ عرف
يجوز حذف كل من المبتدأ والخبر إذا علم ودل عليه دليل، كما إذا قلت زيد: في جواب من عندك؟ ودنف: في جواب كيف عمرو؟ فزيد مبتدأ محذوف الخبر، ودنف خبر محذوف المبتدأ، والتقدير: زيد عندي، وعمرو دنف، ولكن جاز فيهما الحذف لظهور المراد.