سورة الأعراف ٧: ٧٨
{فَأَخَذَتْهُمُ الرَّجْفَةُ فَأَصْبَحُوا فِى دَارِهِمْ جَاثِمِينَ}:
{فَأَخَذَتْهُمُ}: الفاء: للتعقيب، والمباشرة، أخذتهم الرجفة، وفي سورة هود آية (٦٦) قال سبحانه: {وَأَخَذَ الَّذِينَ ظَلَمُوا الصَّيْحَةُ}، فهناك صيحة، تبعتها رجفة أرضية؛ فالصيحة أشد من الرجفة وأكثر دماراً، والرجفة أشد وأعظم من الزلزلة إذن أصابتهم صيحة، ثم رجفة (زلزلة شديدة) فأصبحوا في ديارهم جاثمين؛ فالصيحة: حينما تصل شدة الصوت إلى أكثر من (٧٠ديسبل) تبدأ الأذن بالانزعاج، وإذا استمرت لفترة طويلة، أو زادت عن (١٠٠ديسبل)، واستمرت لفترة قد يصاب الإنسان بالصمم، والانفجارات الشديدة التي أعلى من (١٤٠ديسبل) قد تؤدِّي إلى اضطرابات في القلب وتوقفه، وأتبع الصيحة الرجفة التي حدثت من تردد الموجات الصوتية بين صخور الجبال؛ فكان صدى الصوت، وموجاته الشديدة؛ أدَّت إلى أنهم أصبحوا جاثمين في ديارهم؛ بسبب إصابة الجهاز السمعي والعصبي.
{فَأَصْبَحُوا}: الفاء: للمباشرة، والتعقيب.
{فِى دَارِهِمْ جَاثِمِينَ}: جمع جاثم: هو من لزم مكانه؛ أيْ: تجمد على ما هو عليه، أو لصق بالأرض، وقيل: إن كان واقفاً ظل واقفاً، وإن كان قاعداً مات وهو قاعد، وإن كان نائماً مات وهو نائم؛ أيْ: على هيئته التي كان عليها قبل الصيحة، أو الرجفة.
وهناك فرق بين الجاثي، والجاثم:
فالجاثي: البارك على ركبتيه، من دون القدرة على القيام.
وأما الجاثم: فالميت الذي لا يتحرك، وهو على حالته، كما كان قبل الموت.
{فِى دَارِهِمْ}: دارهم؛ أي: بلادهم، أو بلدهم، وإذا قارنا هذه مع الآية (٦٧) في سورة هود وهي قوله تعالى: {فَأَصْبَحُوا فِى دِيَارِهِمْ جَاثِمِينَ} ديارهم في هذه الآية تعني: منازلهم، وأما دارهم تعني: بلدهم.
{جَاثِمِينَ}: ميتين، هامدين، لا يتحركون.