سورة الأعراف ٧: ١٠١
{تِلْكَ الْقُرَى نَقُصُّ عَلَيْكَ مِنْ أَنبَائِهَا وَلَقَدْ جَاءَتْهُمْ رُسُلُهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ فَمَا كَانُوا لِيُؤْمِنُوا بِمَا كَذَّبُوا مِنْ قَبْلُ كَذَلِكَ يَطْبَعُ اللَّهُ عَلَى قُلُوبِ الْكَافِرِينَ}:
{تِلْكَ}: اسم إشارة؛ يفيد البعد، إشارة إلى قرى نوح، وعاد، وثمود، ولوط، وشعيب عليهم السلام.
{نَقُصُّ عَلَيْكَ}: يا محمد {مِنْ أَنبَائِهَا}: أخبارها المهمة. من: بعضية، بعض أنبائها، وهناك أنباء أخرى لم نقصها عليك.
{وَلَقَدْ}: الواو: عاطفة، لقد: اللام: للتوكيد، قد: للتحقيق.
{جَاءَتْهُمْ رُسُلُهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ}: بالمعجزات، والدلائل على نبوَّة الرسل، وبالآيات، وبالتوحيد، وقدرة، وعظمة الله -جل وعلا- ، وأنه الإله الحق، واجب الوجود الذي يجب أن يُعبد, وإذا قارنا جاءتهم رُسُلهم وقوله تعالى: {جَاءَتْهُمْ رُسُلُنَا} المائدة: ٣٢: نجد أن رسلنا تأتي في سياق عما جاء به الرسل عن الله تعالى ورسلهم تأتي في سياق موقف القوم من الرسل، وسياق الدعوة والإعراض والتحدي والنفع وفائدة الرسل.
{فَمَا}: الفاء: للتوكيد، ما: النافية.
{كَانُوا لِيُؤْمِنُوا بِمَا كَذَّبُوا مِنْ قَبْلُ}: ليؤمنوا: اللام: للتوكيد؛ أي: استمروا على التكذيب، وعدم الإيمان، من بعد إرسال الرسل إليهم، كما كذبوا، ولم يؤمنوا من قبل إرسال الرسل إليهم، ومجيئهم بالمعجزات، والآيات, وإذا قارنا هذه الآية مع الآية (٧٤) في سورة يونس وهي قوله تعالى: {فَمَا كَانُوا لِيُؤْمِنُوا بِمَا كَذَّبُوا بِهِ مِنْ قَبْلُ} إضافة به تجعل التكذيب مقيداً، أما حذفها كما في آية الأعراف تجعل التكذيب مقيداً من نوع المطلق؛ أي: الأقوام كذبوا بما جاء به الرسل تكذيب عام، أو تكذيب مقيد بأمر ما, وعندما أطلق قال تعالى: {يَطْبَعُ اللَّهُ عَلَى قُلُوبِ الْكَافِرِينَ} ولما قيد قال تعالى: {كَذَلِكَ نَطْبَعُ عَلَى قُلُوبِ الْمُعْتَدِينَ}؛ أي: قوم فرعون.
{كَذَلِكَ يَطْبَعُ اللَّهُ عَلَى قُلُوبِ الْكَافِرِينَ}: أيْ: مثل ذلك الطبع؛ الذي طبع الله به على قلوب كفار الأمم السابقة، فلم يؤمنوا برسلهم، يطبع الله على قلوب كفار مكَّة، والذين من بعدهم إذا لم يؤمنوا بعد بالرسول -صلى الله عليه وسلم-، والقرآن، وما نزل به الوحي.