سورة الأعراف ٧: ١٠٧
{فَأَلْقَى عَصَاهُ فَإِذَا هِىَ ثُعْبَانٌ مُبِينٌ}:
{فَأَلْقَى}: الفاء: تدل على الترتيب، والتعقيب، والمباشرة.
{فَأَلْقَى عَصَاهُ}: أيْ: ألقى موسى عصاه على الأرض، طرحها على الأرض، هذا هو الإلقاء الثاني للعصا، فهناك الإلقاء الأول: كان بعد رجوع موسى من مدين، وعند الطور الأيمن، أمام رب العالمين.
وهذا هو الإلقاء الثاني: أمام فرعون.
وأما الإلقاء الثالث: فسيكون أمام السحرة، والناس في يوم الزينة.
{فَإِذَا}: الفاء: للتوكيد، إذ: الفجائية؛ ظرف للزمان، أو المكان.
{هِىَ}: تفيد الحصر، والتوكيد.
{ثُعْبَانٌ مُبِينٌ}: حية عظيمة، ضخمة، مخيفة، من أعظم الحيات، والثعبان هو الذكر، ففي هذه الآية وصف العصاة بأنها ثعبان مبين فهي ليس حية أو كأنها جان، وإنما ثعبان مبين خاص ليراه فرعون في كل مرة لعله يخاف ويرتدع, وأما لموسى فقد تظهر كحية أو كأنها جان، ولم يذكر الخوف، ولم يعقب؛ لأن موسى الآن في موقف التحدي وبعد أن علم حقيقة العصا، كما رأينا في سورة طه آية (٢٠)، وسورة النمل آية (١٠).
وفي سورة طه، الآية (٢٠)، وصفها بأنها حية تسعى، فقال: {فَأَلْقَاهَا فَإِذَا هِىَ حَيَّةٌ تَسْعَى}؛ لأن موسى كان وحده بعد رجوعه من مدين. ارجع إلى سورة طه لمزيد من البيان.
وفي سورة النمل، الآية (١٠): وصفها بأنها: جان وكان موسى لوحده، فهذه العصا بقدرة الله -جل وعلا- قادرة على أن تأخذ شكل ثعبان، أو حية، أو جان. ارجع إلى سورة النمل لمزيد من البيان.
{ثُعْبَانٌ مُبِينٌ}: ظاهر لكل إنسان يراه، وليس من نوع السحر، وملامحه وشكله المخيف لا تدعو إلى الشك.