سورة الأعراف ٧: ١٣٤
{وَلَمَّا وَقَعَ عَلَيْهِمُ الرِّجْزُ قَالُوا يَامُوسَى ادْعُ لَنَا رَبَّكَ بِمَا عَهِدَ عِنْدَكَ لَئِنْ كَشَفْتَ عَنَّا الرِّجْزَ لَنُؤْمِنَنَّ لَكَ وَلَنُرْسِلَنَّ مَعَكَ بَنِى إِسْرَاءِيلَ}:
{وَلَمَّا}: الواو: استئنافية، لما: ظرف بمعنى حين، وفيها معنى الشرط.
{الرِّجْزُ}: العذاب، وأصل الرجز: من رجز الجمل؛ أي: ارتعشت قوائمه عند القيام أو ناقة، وجزاء؛ أي: تقارب خطوها واضطرب لضعف فيها، ووردت هذه الكلمة في عشر مواضع من القرآن، وللبيان ومعرفة الفرق بين الرجس والرجز ارجع إلى سورة البقرة آية (٥٩).
{وَقَعَ عَلَيْهِمُ الرِّجْزُ}: وحين وقع عليهم العذاب، مثل: الطوفان، والجراد، والقمل، والضفادع، والدم.
{قَالُوا يَامُوسَى ادْعُ لَنَا رَبَّكَ بِمَا عَهِدَ عِنْدَكَ}:
إذن: هذا السؤال يدل على أنهم أدركوا، أو آمنوا بأنَّ موسى -عليه السلام- مرسل من ربِّه، وقالوا: {ادْعُ لَنَا رَبَّكَ}: ولم يقولوا: ربنا.
و {رَبَّكَ}: يدل على أن موسى -عليه السلام- هو أقرب إلى الرب منهم، فهم لم يؤمنوا بعد، وكذلك هم أيقنوا أن العذاب منزل من الله، ولن يرتفع إلّا بسؤال موسى، وإذا كانوا يعتقدون أن فرعون هو الرب، فلماذا لم يطلبوا من فرعون بدلاً من موسى -عليه السلام- أن يكشف عنهم الرجز.
{بِمَا عَهِدَ عِنْدَكَ}: بما أوصاك، أن تدعوه فيجيبك، أو {بِمَا عَهِدَ عِنْدَكَ} في كشف العذاب.
{لَئِنْ كَشَفْتَ عَنَّا الرِّجْزَ لَنُؤْمِنَنَّ لَكَ}: لئن: اللام: لام التوكيد، إن: شرطية؛ تدل على الندرة، والاحتمال.
{لَئِنْ كَشَفْتَ}: رفعت عنا العذاب، أو لئن كشفت، والكشف؛ يعني: الزوال؛ أي: إزالته بعد نزوله، وأما دفع البلاء منعه قبل نزوله.
{لَنُؤْمِنَنَّ لَكَ}: اللام: لام التوكيد، نؤمننَّ: نون التوكيد الثقيلة؛ أيْ: لنصدقنك، أو نصدقنَّ ما جئت به.
{وَلَنُرْسِلَنَّ}: مثل: ولنؤمنَنَّ: لنخرجن معك بني إسرائيل؛ أيْ: نطلق سراح بني إسرائيل من مصر، ونتركهم يخرجون معك، واللام في لنرسلنَّ، والنون تفيدان التوكيد.