سورة الأعراف ٧: ١٤٤
{قَالَ يَامُوسَى إِنِّى اصْطَفَيْتُكَ عَلَى النَّاسِ بِرِسَالَاتِى وَبِكَلَامِى فَخُذْ مَا آتَيْتُكَ وَكُنْ مِنَ الشَّاكِرِينَ}:
{إِنِّى}: إنّ: للتوكيد.
{اصْطَفَيْتُكَ}: الاصطفاء: الاختيار من بين أشياء متشابهة؛ كأن تختار قلماً من بين مجموعة أقلام.
أما الاختيار يكون من بين أشياء غير متشابهة؛ كأن تختار قلماً من بين ورقة، وكتاب، وقلم، فالاصطفاء عملية أشد وأصعب من مجرَّد الاختيار، والاصطفاء يحدث بعد الاختيار، والاصطفاء يكون لأمر، أو فعل متميز فريد في نوعه ربما لم يحدث قبل مثل تكليم الله رب العالمين لموسى لأول مرة. فالاصطفاء أعلى درجة من الاختيار، والاجتباء يشبه الاصطفاء، ولكن يأتي في سياق الأفراد وليس في الأفعال كما هو الحال في الاصطفاء.
{عَلَى النَّاسِ}: أيْ: برسالاتي، جمع رسالة في العقيدة، والعبادات، والمعاملات؛ أيْ: الشرائع، والشرعة: هي المنهج، أو الرسالة، ومجموعها رسالات أو رسائل، والباء: تدل على الإلصاق، والتوكيد، وتقديم الجار والمجرور {عَلَى النَّاسِ}: يفيد الحصر {عَلَى النَّاسِ}؛ أي: اخترتك على الناس لتكون رسولاً إلى بني إسرائيل, برسالاتي: جمع رسالة؛ رسالة: التوحيد، والإيمان، والطاعة، والأخذ بالأوامر، وتجنب النواهي، والإيمان بالأخرة، ودعوة فرعون وقومه.
{وَبِكَلَامِى}: أيْ: تكليمي إياك من وراء حجاب؛ يعتبر اصطفاءً أيضاً.
{فَخُذْ}: الفاء: للتعقيب، والمباشرة.
{مَا آتَيْتُكَ}: ما: اسم موصول، أو مصدرية؛ بمعنى: الذي أتيتُك.
{مَا آتَيْتُكَ}: من الألواح والرسالة، ولم يقل: ما أعطيتك. الإيتاء: ليس فيه تملك، كما هو الحال في العطاء، والإيتاء: أعم من العطاء؛ يشمل النواحي المادية، والحسية. ارجع إلى سورة البقرة، آية (٢٥١)؛ لمزيد من البيان.
{وَكُنْ مِنَ الشَّاكِرِينَ}: لله؛ لهذا الاصطفاء، والتكليم، والإكرام، ولبيان معنى الشكر؛ ارجع إلى آية (١٠) في نفس السورة.