سورة البقرة ٢: ١٠٠
{أَوَكُلَّمَا عَاهَدُوا عَهْدًا نَبَذَهُ فَرِيقٌ مِّنْهُم بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ}:
{أَوَكُلَّمَا}: الهمزة للاستفهام الإنكاري، والتوبيخ؛ أي: لم يكتفوا بالكفر بالآيات البينات، وأيضاً كلما عاهدوا عهداً نبذه فريق منهم.
{أَوَكُلَّمَا}: مركبة من: كل وما المصدرية الظرفية، فهي أداة شرط، تفيد التكرار.
{عَاهَدُوا عَهْدًا}: تعريف العهد، ارجع إلى الآية (٢٧) من سورة البقرة.
{عَهْدًا}: نكرة، يعني: أي: عهد، مهما كان صغيراً أو كبيراً، وفي أي مسألة، أو أمر من الأمور كانوا ينقضونه، ولم يُوفوا به، إشارة إلى العهود، الّتي كانت بين رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، وبين اليهود، على عدم نصرة المشركين ضد رسول الله، تلك العهود أبرمت مع بني قريظة وبني النضير.
نقضوها: كقوله تعالى: {الَّذِينَ عَاهَدْتَ مِنْهُمْ ثُمَّ يَنْقُضُونَ عَهْدَهُمْ فِى كُلِّ مَرَّةٍ} الأنفال: ٥٦.
{نَبَذَهُ فَرِيقٌ مِّنْهُم}: النبذ؛ هو طرح الشيء، والاستهانة به، أو الاستغناء عنه، واستعمل كلمة النبذ أو الطرح؛ لأنّ العهود كانت تكتب في صفائح، وعندما كانوا يريدون أن ينقضوها، يطرحون أو يلقون تلك الصفائح أرضاً؛ إشارة إلى تخليهم عنها.
{بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ}: بل: للإضراب الانتقالي. {أَكْثَرُهُمْ}: تعود على اليهود؛ أي: الغالبية، ولم يقل: الكل.
{لَا}: النّافية للجنس. {لَا يُؤْمِنُونَ}: بمحمد -صلى الله عليه وسلم-، ولا بالقرآن، ولا بالتوراة، ولا بالعهود المبرمة.