سورة الأنفال ٨: ٦
{يُجَادِلُونَكَ فِى الْحَقِّ بَعْدَمَا تَبَيَّنَ كَأَنَّمَا يُسَاقُونَ إِلَى الْمَوْتِ وَهُمْ يَنْظُرُونَ}:
{يُجَادِلُونَكَ}: من الجدال: وهو الحوار بين طرفين أو أكثر؛ لإظهار حُجة أو لدفع شبهة، أو إثبات حق، والنّون في يجادلونك: بدلاً من يجادلوك؛ تفيد التّوكيد.
يجادلونك: فريق من الصّحابة يجادلونك بعدما اتضح أن العِير «غير ذات الشّوكة» الّتي يقودها أبو سفيان نجت، وأمرتهم بالتّصدي، وقتال الطّائفة ذات الشّوكة؛ أي: السّلاح.
أو يجادلونك: قبل بدء المعركة: بأنّهم قلة في العدد، والعدة، ولم يخرجوا للقتال، وغير مستعدين له.
{فِى الْحَقِّ}: في قتال المشركين «النّفير» الّذين جاؤوا من مكة؛ لنصرة الباطل.
{بَعْدَمَا تَبَيَّنَ}: بعد إعلام الرّسول -صلى الله عليه وسلم- لهم: بأنّ الله سينصرهم.
{كَأَنَّمَا يُسَاقُونَ إِلَى الْمَوْتِ وَهُمْ يَنْظُرُونَ}: كأنما: الكاف: للتشبيه، كأن فزعهم، وخوفهم، وهم سائرون إلى غزوة بدر لملاقاة العدو «النّفير» يشبه حال الّذين يساقون إلى الموت.
{يُسَاقُونَ}: من دون إرادتهم؛ أي: قسراً عنهم. ويساقون: تعني يكونون أمام السائق كي لا يتخلفوا أو ينكصوا على أعقابهم ويدل ذلك القسر والإكراه في السوق.
{وَهُمْ يَنْظُرُونَ}: أي: كأنهم يرون الموت أمام أعينهم، وهم قادمون عليه عالمون بأنّ مصيرهم الموت.