سورة الأنفال ٨: ١٢
{إِذْ يُوحِى رَبُّكَ إِلَى الْمَلَائِكَةِ أَنِّى مَعَكُمْ فَثَبِّتُوا الَّذِينَ آمَنُوا سَأُلْقِى فِى قُلُوبِ الَّذِينَ كَفَرُوا الرُّعْبَ فَاضْرِبُوا فَوْقَ الْأَعْنَاقِ وَاضْرِبُوا مِنْهُمْ كُلَّ بَنَانٍ}:
{إِذْ}: انظر إلى الآيات السّابقة.
{يُوحِى رَبُّكَ إِلَى الْمَلَائِكَةِ}: الوحي: هو الإعلام بالخفاء لغة. ارجع إلى سورة النساء، آية (١٦٣)؛ لمزيد من البيان. والوحي كان للرسول -صلى الله عليه وسلم- وحده، وليس للصحابة، ولذلك قال: (يوحي ربك)، ولم يقل: (يوحي ربكم).
{أَنِّى مَعَكُمْ}: أيْ: إني مُعينكم (بالعون) على التّثبيت، وغيره من الوسائل.
{فَثَبِّتُوا الَّذِينَ آمَنُوا}: عن طريق الإلهام بالصّبر، والشّجاعة، وعدم الفرار؛ إذ للملائكة قدرة على الإلهام، كما للشياطين قدرة على الوسوسة، وقيل: كان الملائكة يتشبهون بصور رجال من المؤمنين، يقاتلوا في الطّليعة؛ كي يمدوهم بالشّجاعة، والعزيمة، وتقوى شوكتهم على عدوهم.
{سَأُلْقِى فِى قُلُوبِ الَّذِينَ كَفَرُوا الرُّعْبَ}: وهو سلاح فتاك، وجند من جنود الله. أسند إلقاء الرعب إلى نفسه سبحانه بينما الضرب للملائكة والمؤمنين.
{فَاضْرِبُوا فَوْقَ الْأَعْنَاقِ}: أي: الرّؤوس، أو أعالي الأعناق.
{وَاضْرِبُوا مِنْهُمْ كُلَّ بَنَانٍ}: البنان: الأصابع؛ لأنّ الأصابع إذا قطعت تعطلت وسائل الضّرب، والأيدي من دون الأصابع لا قيمة لها، وتصبح معطلة، منهم خاصَّةً؛ أي: عدوكم اقطعوا أصابعهم، وتكرار كلمة فاضربوا، واضربوا: للتوكيد، وتعني: من دون رحمة، ولا رأفة.