سورة الأنفال ٨: ٢٦
{وَاذْكُرُوا إِذْ أَنتُمْ قَلِيلٌ مُّسْتَضْعَفُونَ فِى الْأَرْضِ تَخَافُونَ أَنْ يَتَخَطَّفَكُمُ النَّاسُ فَـئَاوَاكُمْ وَأَيَّدَكُمْ بِنَصْرِهِ وَرَزَقَكُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ}:
{وَاذْكُرُوا}: فضل الله عليكم.
{إِذْ أَنتُمْ قَلِيلٌ مُّسْتَضْعَفُونَ فِى الْأَرْضِ}: إذ: بمعنى: حين. أنتم: للتوكيد. قليلٌ: أي: قلة؛ أي: عددكم قليل في مكة، أو المَدينة خائفين فقراء، مستضعفون بسبب الإذلال، والاضطهاد من الكافرين، والمشركين.
{يَتَخَطَّفَكُمُ النَّاسُ}: من الخطف: وهو الأخذ بسرعة؛ أي: يأخذكم أعداؤكم من الكفار، والمشركين، وغيرهم بسرعة بالتعذيب، أو القتل، والسّلب دون أن يدافع عنكم أحدٌ، أو ينصركم أحدٌ.
{فَـئَاوَاكُمْ}: الفاء: للترتيب، والتّعقيب، آواكم: جعل لكم مأوى تأوون إليه: وهو المدينة المنورة، ورحَّب بكم الأنصار.
{وَأَيَّدَكُمْ بِنَصْرِهِ}: أيْ: أمدكم بيد العون في كثير من الغزوات؛ بإنزال الملائكة، وبالرعب، وبكفِّ أيدي النّاس عنكم… وغيرها.
{وَرَزَقَكُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ}: الحلال المبارك الطاهر؛ من مطعم، ومشرب، وملبس، ومركب.
{لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ}: لعلَّ: للتعليل، تشكرون: المنعم: وهو الله على ما رزقكم، وذلك بطاعته، والاعتراف بفضله عليكم، وتكرار الشّكر، والاستمرار على ذلك. ارجع إلى سورة الأعراف، آية (١٠)؛ لمزيد من البيان.