سورة الأنفال ٨: ٣٦
{إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ لِيَصُدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ فَسَيُنْفِقُونَهَا ثُمَّ تَكُونُ عَلَيْهِمْ حَسْرَةً ثُمَّ يُغْلَبُونَ وَالَّذِينَ كَفَرُوا إِلَى جَهَنَّمَ يُحْشَرُونَ}:
لا زالت الآيات تتحدث عن غزوة بدر، ونزلت هذه الآية كما قال مقاتل والكلبي تتحدث عما أنفقه الكافرون من أهل مكة من الأموال والأَنعام يوم بدر؛ مثال: المطعمين يوم بدر كانوا (١٢) رجلاً من كبار قريش يطعم كلّ واحد (١٠) من الجزور يومياً، وقيل: نزلت في أبي سفيان؛ فقد استأجر يوم أُحُدٍ ألفين من الأحابيش، وأنفق عليهم (٤٠) أوقية من الذَّهب؛ ليقاتلوا رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، وأصحابه، والعبرة بعموم اللفظ، وليس بخصوص السّبب.
{إِنَّ}: حرف مشبه بالفعل؛ يفيد التّوكيد.
{كَفَرُوا يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ}: ينفقون، ولم يقل: أنفقوا، بل يستمرون في الإنفاق، والتّجدُّد، وتكرار فعل الإنفاق في حرب رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، والمؤمنين.
{لِيَصُدُّوا}: اللام: لام التّوكيد، والتّعليل، يصدوا؛ أيْ: يمنعوا النّاس عن اتِّباع محمّد -صلى الله عليه وسلم-، وعن سبيل الله، وهو دين الإسلام، والإيمان.
{فَسَيُنْفِقُونَهَا}: الفاء: للتعقيب، والمباشرة، والسّين: للاستقبال القريب؛ أي: سينفقونها قريباً.
{ثُمَّ}: للاستقبال، والتراخي في الزّمن.
{تَكُونُ عَلَيْهِمْ حَسْرَةً}: أيْ: في الآخرة؛ أيْ: عاقبة إنفاقها ندماً، وحسرة، أو المال نفسه يتحول إلى حسرة.
{ثُمَّ يُغْلَبُونَ}: في الدّنيا، والآخرة.
{وَالَّذِينَ كَفَرُوا إِلَى جَهَنَّمَ يُحْشَرُونَ}: يحشرون: يجمعون، وعلَّة هذا الجمع: هو ليميز الله الخبيث من الطّيب، «والحشر: هو السّوق+ الجمع». إلى: حرف يستعمل لكل الغايات، وهنا يفيد الانتهاء.