سورة الأنفال ٨: ٤٣
{إِذْ يُرِيكَهُمُ اللَّهُ فِى مَنَامِكَ قَلِيلًا وَلَوْ أَرَاكَهُمْ كَثِيرًا لَّفَشِلْتُمْ وَلَتَنَازَعْتُمْ فِى الْأَمْرِ وَلَكِنَّ اللَّهَ سَلَّمَ إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ}:
في هذه الآية، والّتي تليها: يخبرنا الله سبحانه بما حدث من الأحداث، والأمور الغيبية التي أصابت قلوب، وعيون كلّ من الطّرفين يوم بدر.
{إِذْ يُرِيكَهُمُ اللَّهُ فِى مَنَامِكَ قَلِيلًا}:
{إِذْ}: ظرفية؛ أي: في ليلة معركة بدر رأى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- رؤيا في المنام: أنّ عدد جيش الكفار قليل؛ «فكانت هذه المعجزة الأولى»، وفي الصّباح أخبر رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أصحابه بهذه الرّؤيا؛ ففرحوا بذلك، وسرت فيهم روح العزيمة، والجرأة، والشّجاعة على القتال، والمضي إلى أرض المعركة.
{وَلَوْ أَرَاكَهُمْ كَثِيرًا لَّفَشِلْتُمْ وَلَتَنَازَعْتُمْ فِى الْأَمْرِ وَلَكِنَّ اللَّهَ سَلَّمَ}:
{وَلَوْ}: شرطية؛ أيْ: لو كانت الرؤيا أنّ عدد جيش الكفار كثير؛ لحدث العكس.
{أَرَاكَهُمْ كَثِيرًا}: في منامك.
{لَّفَشِلْتُمْ}: الفشل: أي: الإحباط، والوهن، وعدم الجرأة على القتال، واللجوء إلى الفرار، واللام في لفشلتم، واللام في لتنازعتم: تدلان على التّوكيد.
{وَلَكِنَّ اللَّهَ سَلَّمَ}: فلم يحدث مثل ذلك الفشل، والتّنازع في أمر القتال.
{إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ}: ارجع إلى الآية (١١٩) من سورة آل عمران؛ للبيان.